رسالة إلى شباب الإصلاح - الاشتراكي - الناصري ..!!

كتب
الجمعة ، ٠٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٥٦ صباحاً

بقلم: هشام السامعي -

أصدقائي الشباب جميعاً, هذا الجيل الصاعد من رحم الثورة, ها نحن نعبر الطريق نحو المستقبل، حالمين بوطن يحترم رغبتنا في اعتناق أي فكر كان أو قناعة.
هناك نبرة إقصاء بدأت تبرز من جديد بينكم في أحزاب المشترك, هذا الفصيل المتجانس من التيارات المختلفة في الفكرة والإيديولوجية, بدأت معها الاتهامات تبرز من جديد, وهذا حتماً ليس في صالح أي طرف منكم، وليس في صالح الوطن الذي تحلمون برفعته وكرامته.
تعالوا لنستعيد فترة التسعينيات من القرن الماضي, أو فترة الثمانينيات, والسبعينيات كذلك, ولنتعلم من أخطاء الماضي, لقد خاضت أحزابكم حروباً عبثية ووهمية، وفي الأخير أيقنت أن التعايش هو من يحمي هذه الأحزاب من الضياع.
ولنعلم جميعاً أن علي عبدالله صالح لم يكن ليتحكم بمصير هذه البلاد ويتسلط عليها لو أنه وجد تحالفاً عريضاً من الأحزاب تقف ضد رغبته المتسلطة تلك, لو لم يكن على يقين أن الأحزاب التي تعارضه مشغولة بحروبها العبثية ضد بعضها البعض, كان يعلم أن الإصلاحيين مشغولون بنقد تجربة الاشتراكيين الملاحدة والكفار, كما كان يعلم أن الاشتراكيين مشغولون باقتناص أخطاء الإصلاحيين الرجعيين المتخلفين, وفي الأخير (لا طلعوا الاشتراكيين كفار ولا الإصلاحيين رجعيين ولا الناصريين انتهازيين).
فكروا بعقل وتأملوا المستقبل كيف سيكون لو أنكم عدتم إلى نفس المربع الذي كنا عليه في التسعينيات, ستعود ثقافة الإقصاء من جديد, وستطلقون التهم جزافاً فيما بينكم, وستضيع جهودكم التي قمتم بها منذ عقد من الزمن في نضالكم ضد هذا التسلط الذي كان يحكم هذه البلاد.
عليكم أن تتنبهوا لهذا الخطاب المتشنج العابث بهذا النسيج المتجانس نوعاً ما, وعليكم أن تحافظوا على مستوى الوعي السياسي الذي وصلتم إليه في مسيرة نضالكم الحزبي والسياسي, كما عليكم أن تحكموا ضمائركم في مستقبل هذه البلاد, وحتى لا تكونوا مُسعري حروب, يكفي هذه البلاد حروباً عبثية ووهمية, وحافظوا على هذا النقاء الثوري الذي تحملونه.
صدقوني نحن جيل قادر على صناعة مستقبل أفضل لهذه البلاد, فقط علينا أن نتعامل بتخفف من هذا العبء الإيديولوجي المريض, وننظر إلى المستقبل بكوننا نحن من سيعيش فيه وليس هؤلاء السياسيين المعتقين الممسكين بالقرار السياسي في الوقت الحالي, فكروا معي كيف نمنع هذا الخراب, ودعونا نحترم بعضنا بعضاً, لكي نعيش, وتسلم بلادنا المزيد من الحروب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي