ورقة من دفتر الثورة

كتب
الجمعة ، ٠١ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٧ صباحاً

بقلم- عبدالحكيم الفقيه -

نفد الصبر، فانهمر الناس في الطرقات، وقالوا: انتهى الذل، واعتصموا بحبال من الحلم، وافتتحوا طقس ثورتهم، واقتفوا أثر الأغنيات، هنا خيموا، وهنا دمدموا، وهنا كوموا ورد أشواقهم وابتنوا سلماً للنجوم، أضاءوا دهاليز أرواحهم بالنشيد، أطاروا الحمام، وصاغوا الغمام، وشادوا جسوراً من الحب بين القلوب، أعادوا لحنجرة الأرض أصواتها العربية في المدن الثائرة.
***
العصافير تحرس أجواءهم وتظلل قطر الندى فوق عشب القلوب، هنا الشعب لا يشتهي غير إسقاط منظومة الحكم والعبث العائلي بمال البلاد، هنا الريح مشغوفة بالبيارق والضوء يرقص في ساحة الاعتصام، فمن كل فج عميق أتى الناس واسترجعوا ما لخطبة جمعتهم والصلاة من الوهج، جاءوا فرادى، وجاءوا كما الفوج، جاء الشباب، وجاء المحامي، وجاء الأطباء، جاء المغني وجاء المدرس، كراسة الرسم جاءت، وجاءت صبايا النضال، وقاعدة الحزب، جاء الصغار وجاء الكبار، هنا الثائرون يقولون: لا وقت للرؤية الحائرة.
***
لم يعد حاجز الخوف يفصل بيني وبيني، هنا الياسمين تمرد والفل آخى القرنفل، والبوح أبيض كالضحكات؛ فشبابة الأغنيات تكركر، والناس من نغم يجبلون، هنا لا نريد سوى وطن عادل، وعلى الحاكم العسكري البغيض إذن دارت الدائرة.
***
هو الشعب أقوى من المستحيل، وقافلة النصر في طرقات المدى سائرة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي