عندما تحيط بالظالم خطيئته: «القذافي عبرة»

كتب
الخميس ، ٢٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٥ صباحاً

 

 

الظالم عندما تحين ساعته وتحيط به خطيئته ينسى كل الملذات التي تقلب بها والمتع التي تمتع بها والبذخ الذي عاشه والتلذذ السادي في تعذيب الآخرين وظلمهم، وتظلم عليه الدنيا وتضيق به الآفاق ويعض على أنامله ويتمنى لو يفتدي الحالة التي هو فيها بكل ما يملك من مال وأهل وولد وينجو بنفسه، ويعيش لحظات معدودة ينسى لحظتها كل متعه وملذاته في عمره كله ويتجرع فيها آلاماً وآحزاناً وأهوالاً تفوق أضعافاً مضاعفة لما عاناه المظلومون من ظلمه وكبره وجبروته. 

 تخيلوا معي القذافي عندما ألقي القبض عليه بعد أكثر من أربعين سنة؛ حكم مطلق، وبطش لا يقاوم، وقهر لا يردعه رادع، وكبر جعله يطلق على أبناء شعبه بالجرذان، تخيلوا معي كيف كانت حالته في هذه اللحظة وهو يصرخ: حرام عليكم أنا أبوكم.

كل ظالم له يوم ليست بحسبانه، ولا يؤمن بها، ولذلك يستدرجه هواه ولا يدعه يقلع عن مظالمه ويتوب عن جرائمه ويفوت الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ نفسه من نهايته الكارثية المحتومة التي لم تخطر له على بال؛ لأن عدل الله يأبى إلا أن يوقعه في شر جرائمه، فيمنيه الشيطان الأماني، حتى إذا أخذه الله سبحانه لم يفلته، وهذا مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى: «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين» هذا في الدنيا فكيف يكون حال الظالم في الآخرة!؟ في ذلك اليوم يضع الله الموازين بالقسط «لا ظلم اليوم»، وينادي مناد: «ما للظالمين اليوم من حميم ولا شفيع يطاع». «فهل من مدكر يتعض بغيره»؟... 

نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي