أخطار أمام اليمنيين .. إقصاء المنافسين ..!!

كتب
الخميس ، ٢٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٥٢ صباحاً

بقلم - هشام السامعي -

الثورة التي لا تحمل قيم التسامح والتعايش تفقد أهم أركان بقائها , الثورة التي تأتي بثقافة الانتقام من الخصوم هي انقلاب على القيم الإنسانية , على قيم الثورة , روح الثورة , هذه البلاد عانت كثيراً , أرهقتها الحروب , دمرتها , دمرت مستقبلها , ماضيها , كان علينا أن نؤسس لثقافة التسامح حتى نعيش كلنا بسلام .
هناك حملة شرسة الآن تحاول بكل ما أوتيت من حقد لإقصاء بعض كوادر المؤتمر الشعبي العام من كل مجالات الحياة والوظيفة العامة , متدثرة برداء الثورة , ترفع شعار محاكمة الفاسدين , وبرغم أن هناك بؤراً للفساد نبتت داخل كيان المؤتمر الشعبي العام، لكن هذا ليس مبرراً لإقصاء كل كوادر المؤتمر وخلق مشكلة جديدة سندرك حجم كارثتها بعد فترة بسيطة عندما ندرك أن ثقافة الإقصاء لازالت هي المسيطرة على الحياة العامة وثقافة التعامل مع الخصوم.
في السابق كنا نرفض عمليات الإقصاء التي كانت تتم بمباركة نظام علي صالح ضد كل كوادر المنافسين السياسيين في الساحة , سواءً كانوا من الإصلاح أو الإشتراكي أو الناصريين , ولا نريد أحداً، أن يأتي ليزايد الآن باسم الثورة أو تحت أي شعار كان ليعيد تكرار ذات التجربة , وعلينا بدلاً عن ذلك أن نؤسس لدولة يحكمها القانون , وهو أن يتقدم كل من لديه أي أدلة على فساد أي موظف أو مسئول من أي حزب كان إلى القضاء , وحينها القضاء سيكون له كلمة وحكم وقرار .
لا نريد أن نكرر ذات المأساة من جديد , دعونا نقطع هذه الحبال السرية بالهمجية , دعونا نؤسس لسلطة القانون والدولة , وعلى الجميع أن يدركوا أنه مهما كانت قوته فإنه لن يكون بمقدوره أن يزيح كل الأطراف المنافسة أبد الدهر .
رسالة لقوى الثورة : عليكم أن تتعاملوا بمسئولية وطنية تجاه المؤتمر الشعبي العام , لأن فيه رجالات وطنية لا يمكن تجاهلها , وحتى لا نخلق من المؤتمر قضية جديدة ومشكلة وطنية جديدة علينا أن نحافظ على بقاء هذا الحزب , وعلى المؤتمريين أن يتعاملوا بمسئولية وطنية مع مرحلة جديدة تتطلب منهم قطع كل الحبال السرية للفساد الذي كان يميز حزب المؤتمر , هذه رسالة صريحة ولا نريد مزايدة من أحد , فأنا أكتبها بتجرد تام عن أي تحيزات سياسية أو حزبية , كما وأنها رسالة تأتي من داخل مكونات الثورة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي