قنـــاة الزعيـــم..!!

كتب
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٥٠ صباحاً

  بقلم: اروى الغرافي -

قناة اليمن اليوم..!! وليدة اليوم، وليدة المبادرة الخليجية ووليدة الثورة، قناة الزعيم الذي لازال في نظر بعض المنتفعين زعيماً..!! القناة التي صارت تترصد وتتصيد أخطاء الحكومة الانتقالية، تناقش، تحلل، تكشف وتثير القضايا، الاختلالات، المخالفات والفساد الحاصل، الفساد الذي لم يكن زعيمهم يراه فساداً عندما كان يتقلد الحكم، وعندما كان رئيس للجمهورية اليمنية، على مدار "33 عاماَ"، لم يكن يعي ويدرك أنه هو من خلق الفساد، أبدع وجدد فيه، قوى جذوره وأعطاه ضمانات، شرعية وضمن له الديمومة والخلود..!! على مدار الـ"33 عاماً"..المظلمة التي عشناها وعانيناها ونحن نعاني حكمه وجبروته.

كيف يستطيع الشخص منهم أن يوهم نفسه بالكلام الذي يتغنى به، وعن زعيمهم الذي أوقع البلاد في الظلام، الجوع والفقر سنين عدة، زعيمهم الذي قتل، اغتال القيادات والشخصيات العسكرية والاجتماعية، الزعيم الذي حرم الشعب من الحرية، الكرامة، العدالة، المواطنة المتساوية، الزعيم الذي تاجر بآدميتنا، استنزف وتاجر بثرواتنا وخيراتنا لصالحه وبلاطجته، الزعيم الذي سخر المليارات لحسابه الشخصي، استغل وجند المئات والآلاف للحفاظ على كرسيه ومجده الذي كان يتوهم أنه أزلي..؟؟

أصاب بالصداع إن صادف أن أخطأت أناملي وأنا أمر على قنوات التلفاز لأجد قناة "اليمن اليوم"، كلامي هذا ليس بدافع شخصي أبداً، أي شخص عاقل يحس هذا الشعور اللامتناهي..!! الملايين من أبناء الشعب لا يتابعون هذه القناة، ويصابون بالغثيان والصداع من محتوياتها المتجددة، أين كان زعيمهم الذي يتغنون به عندما لم يكن الطالب، العامل، المدرس، الطبيب، المهندس، و....... يجد حقوقه ويلاقي نظير عمله وكفاحه..؟؟

أين كان زعيمهم عندما كانت الوظائف تعطى لسكان المناطق الشمالية ممن لا يحملون المؤهلات، ولا يحملون أي خبرات تؤهلهم لشغل أي وظيفة سوى خبرتهم الوحيدة التي يملكون وهي الوساطة القبلية، لغة المال والسلاح..؟؟ أين كان زعيمهم عندما كانت الرتب العسكرية تعطى وتنتقى لأصحاب المناطق الشمالية، ولأصحاب الانتماءات المناطقية، القبلية والعرقية، ولأقاربه وتحتكر عليهم وأبناءهم، أهلهم وذويهم..؟؟

أين كان زعيمهم عندما كانت الآلاف من الكيلو مترات تعطى ويتم توزيعها لمشايخ، تجار وما إلى ذالك من الفاسدين..؟؟ أين كان زعيمهم عندما كانت يتم تمييع قضايا القتل بحق أبناء المناطق الجنوبية والشرقية لصالح سكان المناطق الشمالية من القبائل والفاسدين..؟؟ كل هذا وذاك كان يتم بتوجيهات منه أو المقربين منه، وهو من كان يعطيهم الضمانات والحماية القانونية ويبعد عنهم المساءلة والملاحقات.

أين كان زعيمكم أيها القوم عندما كان الأراضي تنهب لحسابه، أقاربه المقربين منه وبلاطجته، ملايين الكيلو مترات من أراضي الدولة، والأملاك الشخصية التي تم التعدي عليها وأخذها بقوة المال والسلاح من أصحابها، أخذت لصالحه وأقاربه، وحرم منها أبناء البلد كل في محافظته وعلى نطاقه الجغرافي.

الحقيقة الظاهرة والواضحة للعيان أن العديد من بلاطجة النظام السابق، والمحسوبين على المؤتمر أرخص من الوحل فبمجرد أن ذهب من يراعي مصالحهم ويوفر لهم الحماية، الشرعية الغطاء الذي مكنهم على مدى سنين من السرقة، النهب والفساد على كافة المستويات، تراهم يتخبطون هنا وهناك ولم يعودوا يذكروا زعيمهم مجرد ذكر وعلى استعداد تام بأن يبيعوا أنفسهم من جديد لمن يشتريهم لأنهم صاروا سلعة رخيصة ومستهلكة، تثير القرف، الغثيان والاشمئزاز.

قالها علي صالح قبل أن يرحل أنه اكتشف أن من أنصاره من هو نظام شريحتين، يا ترى كيف هو حالك عندما غدوت وحيداً..؟؟ لم تعمل يوم لغد أبداً، بل ما كنت تصنعه وتخلقه لحظي وزائل بزوالك، أين هم الفاسدين وعديمي المؤهلات والكفاءات الذين دعمتهم وأصدرت لهم قرارات مدراء عموم، وكلاء، أعضاء برلمان وشورى، محافظين، نواب، سفراء ووزراء..؟؟ أين هم من صرفت لهم ألاف الكيلومترات من أملاك الدولة، ضمنت لهم الاستثمارات وصرفت لهم الملايين، السيارات الفارهة والرتب العليا..؟؟ أين هم من وفرت لهم الضمانات من وزراء، نواب وزراء، أعضاء برلمان وشورى ومدراء مكاتب تنفيذية، الذين أعطيتهم الشرعية ووفرت لهم الضمانات أن يفسدوا، ينهبوا، يعتدوا ويتحدثون باسم المؤتمر الشعبي العام ويتغنون به في المحافل ويلطخون سمعته..؟؟ للأسف الشديد لقد لطخوا سمعة الوطن، أخلوا بالنظام، أكثروا من العبث والفساد.. وكل هذا وذاك كان بحمايتك وتحت ظلك..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي