نحن بحاجة لثورة من نوع آخر

كتب
الأحد ، ١٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٢٩ صباحاً

 

 

الواقع لا زال كما هو لم يتغير فما زالت السلوكيات الخاطئة والممارسات الفاسدة في كل المرافق من اجل ان نغير واقعنا الى الافضل فذلك يتطلب منا جميعاالقيام بثورة قوية وصادقة ولكنها ليست ككل الثورات بل اهم من الثورات جميعا  انها ثورة تنطلق من أعماق نفوسنا نحارب ما بداخلنا من عادات سيئة وممارسات خاطئة وننقد انفسنا قبل ان نوجه نقدنا للآخرين ونكون قدوة لمن حولنا بالفعل وليس بالقول فمن كان يتعامل بالرشوة مع المسئولين عليه ان يعقد العزم ان لايرشي أحدا بعد اليوم بل ويواجه المرتشي ويرفع مظلمته لمن هو اعلى منه وللرأي العام وللاعلام فإذا فعلنا جميعنا ذلك فلن يسع هذا المرتشي الا ان يقلع ويتوب عن الرشوة او يفتضح ويعزل بقوة الرأي العام ، ومن كان منا يجامل او ينافق فليعلم ان المنافقين بالدرك الأسفل من النار وهذه الثورة قد كسرت حاجز الخوف وحررت الناس ، وليس من صفات الرجل السوي النفاق ، فالنفاق من احقر الصفات وارذلها، ومن كان يخالف خط السير في قيادته لسيارته او يقف بسيارته بالشارع للتحدث مع زميل له ولم يراع ان الشارع للجميع فليقلع عن هذه العادة التي تتنافى مع الذوق العام وعليه مراعاة  شعورالاخرين وعدم عرقلة حركتهم وتأخيرها ، من كان منا أنانيا ولا يرى الا نفسه عليه ان يدرك ان الدنيا تتسع للجميع وان أنا نيته لن تعطيه اكثر مما كتبه الله له ولكنها ستزيده تعاسة في حياته ، فعليه القبول بالآخر سواء على مستوى الافراد او على مستوى الاحزاب ، ومن كان عاقا لوالديه و لرحمه عليه ان يتوب فورا قبل فوات الأوان ومن كانت علاقته بجيرانه او زملائه في العمل سيئة يعمل على اصلاحها مع الاعتذار لمن أساء لهم،

     اما المسئول الذي يستغل وظيفته ولا يقوم بواجبه ويتعامل بالرشوة او المحسوبية فعليه التوبة الفورية وادراك ان هذا السلوك لن يقبل بعد اليوم وانه سيحاسب على فساده واذا تحيايل على القانون في الدنيا فمن سينجيه من حساب اشد امام الله ! 

     وبإختصار شديد كل مانطلبه من الآخرين من اصلاح والتزام بالقوانين والآداب العامة وإعطاء الحقوق علينا قبل ذلك ان نلزم انفسنا بها ونطبقها سلوكا عمليا على واقعنا ومن ثم نعمل على الزام الآخرين بها وبذلك لا شك سيتغير واقعنا الى الحال الافضل الذي ننشده لنا ولمجتمعنا مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

 

*عضو مجلس النواب

                                                      

الحجر الصحفي في زمن الحوثي