جراح الثورة

كتب
الاربعاء ، ١٣ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:١٩ مساءً

 

الثورة حلم بحجم الكون ترامى في أعين الشباب ، في أعين الثوار ، في أعين الشعب المنتظر للخلاص من ربقة الظلم والفساد المتربص بحياتنا ، والمركزية المقيتة التي أصبحت تتحكم بمصائرنا وكأننا شعب بلا هوية . 

في الذكرى الثانية لثورة 11 فبراير 2011م وأنا أتجول في شوارع صنعاء لأصل إلى مكان المعتصمين من الجرحى أمام مكتب رئاسة الوزراء ... كان كلما توقف التاكسي بسبب الازدحام ...يطرق على النافذة العديد من المتسولين ، ومن الأطفال الباعة الذين يستجدونك لتشتري منهم البؤس المرسوم على ملامح حياتهم . 

وفي طريقي أيضاً وجدت شارع بغداد مقطوعاً ، والجنود متجمعين بملابس غريبة تشبه ملابس رواد الفضاء في قصص الأطفال ...وسيارات أخرى خضراء مرقطة مستطيلة الشكل ممتلئة بالجنود وأصوات مزعجة تصدر من أبواق سيارات الشرطة التي توحي بالرعب..وكأن الحرب قد دقت طبولها . 

ومع ذلك واصلت طريقي لأصل إلى الجرحى الذين تحطمت أحلامهم على جدران صلبة من قلوب البشر الذين ارتدوا عباءة الثورة .. فصرفوا الملايين للاحتفالات بثورة مازال جرحاها يموتون ألماً وكمداً كل يوم . 

مازالت أوضاعنا كما هي ...ألم يتربع على قلوبنا شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل إسقاط نظام فاسد ولم تجد عائلاتهم من يتذكرهم بقدر ما تجد من يتمسح بعوزهم ... ورعب يدق أبوابنا كل يوم بأبواق الرعب ، ليرهبنا من الاستمرار في الثورة ، و محاصصة على الكراسي التي لا ترتقي بالجالسين عليها بقدر ما تورثهم سُبة الدهر . 

ثورة 11 فبراير لم تقم من أجل استبدال مشابهة ، بل من أجل تغيير جذري يتطلع إليه أبناء الشعب اليمني ، من أجل يمن جديد ، من أجل إنسانية الإنسان وليس امتهانه ...من أجل سيادة،وطن وليس تبعيته ، فأين نحن من كل ذلك؟...يا أعزائي في الثورة سقط شهدا وجرحى ، وللثورة جراح لا يطببها إلا الإخلاص للقضية ...قضية الوطن وليس الإخلاص للأشخاص ....فالأشخاص يموتون و يبقى الوطن . 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي