في قلوبنا فبراير الثورة

كتب
الثلاثاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٠٣ صباحاً

 

لو فتحنا قلب كل يمني صغاراً وكباراً لوجدنا ثورة طامحة.. بدأ تأريخها في 11 فبراير 2011 وستستمر حتى آخر الأجيال. 

ما الفرق بين اليوم وغداً؛ إنه الفرق في كيف أصبحنا نفكر؟... هذبتنا الساحة، رفعت وعينا، وصلت الثورة إلى كل بيت، دخلت من كل نافذة، وأشجارها تنمو بالتدريج.. سبقتنا الثورة بأجيال إلى الأمام. 

حتى اليوم يتذكر الأطفال أناشيدهم الثورية.. يرددونها كأنها أغنية أثيرة تتعلق بالقلم والدفتر بالطباشير والسبورة، لكن هذه المرة مدرسة الثورة. 

لاحظ الثورة على وجوه حتى أولئك الذين تجاهلوها، لكنها مرت إلى داخلهم تنظف ما علق بهم حتى تستوي فكرتها.. مرت لتجتث الخوف والتبلد... لتحفر أثرَها دون أن ندري بها. 

كتبت حينها: (دققت في الوجوه الساكنة ثمة يقين يعلوها. لا يمكن أن نرى شخصاً يحدث نفسه، الهموم قبل الثورة كانت تجبرهم على التمتمة أو رفع الصوت فجأة في الأماكن التي يمرون عليها. كان ثمة لازمة باليمنيين الشعب يكلم نفسه، كانوا يعدون أنفسهم لإعادة حقوقهم، ويبدو أن خروجهم هذا هو بداية استعادتها). 

ألهمتنا الثورة ولم ينته إلهامها، وكتبتُ: (يطفئ ورد المعتصمين البارود، وتكسر الثورة رغبة الانتقام الشخصي، فثمة وطن هو الأجدر أن يأخذ حقه ممن سلبه الحق في الحياة، هنا في الساحة ولأول مرة ربما في تاريخنا يقف الجيش في حماية الشعب، والشعب في حماية الجيش، حين تسربت أخبار عن محاولة استفزاز الجيش الحامي للساحة اقترحت اللجنة الأمنية التي ألفها المعتصمون أن يكونوا في صف يتقدم الجنود حتى لا تنجح خطط الطغاة. الشهداء يحرجون الأحياء، وعلى الأقل كما يرددون يقف المئات في طوابير في المستشفيات بعد نداء واحد لحاجة الجرحى من دمائهم، يفرقهم نداء آخر بالاكتفاء على ترقب العودة). 

ماذا نريد؟ 

اليوم تحل الذكرى الثانية لثورة فبراير 2011، ومهم أن نسأل أنفسنا من جديد ماذا نريد؟ وقد كبتت حينها معنى يستمر وفكرة (لم تطمح الشعوب بأكثر من: تغيير - حرية - كرامة إنسانية). وعندما يصر المستبد على تجاوزها يكون قد قايض بقاءه بطموحاتهم. وحين يروج المستبد لفكرة البديل السيئ؛ بالفوضى، يتغاضى عن السوء الذي نال الشعب منه، وأهان شعبه. لكن فكرة أن الأشياء ليست فكرة جامدة، بل تتطور، تبدو مطمئنة، وبإمكاننا النظر إلى ما يحدث اليوم في ساحات التغيير. 

 نعم نحتاج لبيئة مناسبة لتغيير الأفكار القديمة - البنى الاجتماعية المتخلفة - الأفكار الجامدة. فالاقتراب منها يفتتها، أما حصرها في مكان بعيد وكأنها مستحيلة التغيير فيعززها في المجتمع.. نحتاج أيضاً للقبول بالآخر كعمل شاق ليس بسهولة الإقصاء؛ لأن قبولك بالمغاير يعني تنازلك عن بعض قناعاتك، ومكانك إذا تطلب الأمر. 

ماذا نريد؟ بعد إرادتنا الأولى بإسقاط النظام الذي كرس الفساد في كل مناحي الحياة، نريد إسقاطه من حياتنا، من تفكيرنا، التخلص من سلبياته التي أكسبنا إياها. ولنستعن بهذا اللحظة الخالدة في استدعاء الطريقة الجديدة في حياتنا، فاليمن لن تكون كما كانت عليه من قبل بعد أن اكتشفت نفسها. 

كل عام وأنتم بثورة! 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي