عامان على الثـــــــــــورة

كتب
الاثنين ، ١١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٠٤ مساءً


بقلم: منال الأديمي -

يطل الحادي عشر من فبراير علينا ثانية ليحيي بداخلنا حماسة ثورة هبت فينا ولن تهمد، عاد ليشعل فينا من جديد جذوة ثورة أبقى عليها رماد زيفهم مشتعلة وستظل كذلك حتى تحقيق كامل أهداف ثورتنا، وفقاً لرغبات وطموح ثوار فبراير رواد التضحية وقادة التغيير.

يعود فبراير ليزيد علينا وطأة اللوم والعتاب كثوار وصل حال رفاقنا (جرحى الثورة ) إلى الإضراب عن الطعام والاعتصام على باب رئاسة الوزراء في انتظار حق وواجب من ثورة ووطن بذلوا لأجله أغلى ما يملكون.. لكنها الروح الأبية التى عز عليها الموت إلا وقد فضحت أبشع مساوئ النصف ثورة وقد لا يمهلهم القدر طويلاً فيموتون مرتين مرة على يد القتلة ومرة على يد الإهمال وصمتنا المشين.

وبين جمعتين جمعة غضب, ومناصرة وأخرى تجاهل, ومكابرة يستمر نسيان الجرحى والشهداء ومطالب الثورة، حتى أنت منيف لم تحرك ضمائر موتى الحكومة وقبلهم موتى الشعب حين أضرمت بجسدك النار التي اضطروك إليها بظلمهم كآخر وسيلة للاعتراض والتعبير عن خيبة امتلأت بها، فاخترت نهاية قاسية لا تقل قساوة عن صمتنا عنكم.

عذراً فبراير ها أنت وبعد عامين تعود وعار الصمت مازال يلاحقنا لا كثوار فقط ، لكن كشعب بأسره فقد وللأسف إنسانيته وتفاعله مع كل ما يحدث حوله وشغلتهُ لقمة العيش المغموسة بذل الصمت والسكوت واللهث وراء ما يكفي لمساء بصحبة وريقات خضراء ملت مكاشفتهُ لها عن سوء الحال وسرد فضائح كبار فاسدي البلد وناهبي المال والثروة ثم يعاود الانزواء في زاويا الصمت ليقذفها آخر المساء مثخنة بلعاب امتعاضه السلبي في هواء الظلم والمعاناة كارهة حتى هي جُبنه وصمته ويمضي مواصلاً عبثية خوض ماراثون صاحبة السيادة الخضراء ولقمة العيش المهينة.

تعود علينا فبراير وسقف مطالبنا الثورية في هبوط مستمر وصل إلى حد استجدائهم الاعتراف بك عيداً وطنياً ولو على مضض، لكن هيهات لنفاقهم أن يفعل وصمتنا جعل منه الأكثر قبحاً ووقاحة.. تعود ومازالت أحلامنا الثورية يحول دونها مراهقون امتلأت بهم الثكنات والحواجز.

ولأنهم منا جميعاً يسخرون وبتهافت القسمة عنا منشغلون وإلى اختبار صبرنا يعمدون، نؤكد لك ولهم أننا مازلنا ثائرين وعلى درب شهدائنا ماضين ونحو الوطن الحلم سائرين ودونه لارجوع ..ولتكن فبراير بداية جديدة وفرصة انبعاث روح الثورة فينا من جديد ولنعلنها مجلجلة مدوية أن لا وفاق سيعلو على إرادة الشعب والثورة وتذكروا أننا يوماً أقسمنا فلا تقولوا «إنَّـمَـا كُـنَّـا نَـخُـوضُ» ، أختم برائعة شاعر الثورة، يحيى الحمادي (رِدَّة)
نَـهَـضْنَا حِـيـنَ أَذَّنَــتِ الـفُـرُوضُ
فَـلَـمْ تُؤتِ الفُرُوضُ و لا النُّهُوضُ
و عَـانَـقْنَا الـرَّبـيعَ بـوَجـهِ جِـيـلٍ
عَـلَى سِـيمَائِهِ انـتَحَرَ الغُمُوضُ
و طَـهَّـرْنَـا ضَـمَـائِـرَنَا .. و لـكـنْ
عـلـى مُـستَنقَعٍ وَقَـعَ الـبَعُوضُ
و عَادَينَا اللُّصُوصَ, و حِينَ جَادُوا
لَـنَـا بـالـنِّصفِ أغْـرَتْـنَا الـعُـرُوضُ
نَـسِـيـنَا بَـعـدَهَـا أنَّـــا خَـرَجْـنَـا
و صَدرُ الشَّعبِ تُدمِيهِ الرُّضُوضُ
تَـرَكنَا مَـوْطِنَاً فـي الـجُوعِ يَدعُو
فــلا مِـنَـحٌ تَقِـــيهِ و لا قُــرُوضُ
تَـرَكْـنَـا خَـلـفَنَا قَـسَـمَاً غَـلـيظاً
و قُـلـنـا : “إنَّـمَـا كُـنَّـا نَـخُـوضُ”

الحجر الصحفي في زمن الحوثي