تعز ..الثورة والثورة المضادة

كتب
الخميس ، ٣١ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤١ مساءً

 

بقلم / عبدالله الشرعبي 

هل يدرك شباب الثورة وأحزاب المشترك و ابناء تعز ان قوى الثورة المضادة تستهدف محافظتهم بدرجة رئيسية و تضعها على قائمة أجندتها و تشتغل بكافة امكانياتها و تحالفاتها من اجل تركيع تعز و جعلها نقطة الانطلاق لهزيمة الثورة الشبابية السلمية مثلما كانت هذه المحافظة محور ارتكاز ثورة فبراير التي أسقطت نظام المخلوع العائلي الفاسد .

من يصدق أن تعز الى اليوم لا تزال تعيش أوضاع ما قبل ثورة 11 فبراير و هي التي تصدرت الثورة و قدمت التضحيات، اذ لا يزال رموز المخلوع والفاسدين والمجرمين الذين شنوا عليها الحرب و تواطؤ على قتل احرارها و حرائرها في مواقعهم يعبثون و يفسدون و يديرون المخططات الانتقامية للثورة المضادة ، وهذا الحال الذي تعيشه تعز ليس مستغربا بل هو نتيجة منطقية و رد فعل طبيعي متوقع من رموز الملخوع و القوى المستفيدة من نظامه الفاسد و الذين راحوا يشكلون تحالفا واسعا يستهدف تعز و يطبق عليها من أجل أن يحافظوا على مصالحهم الغير مشروعة و القائمة على الفساد و الظلم و القهر واحتكار اقتصاد البلد و تقاسم مواردها ولعل عرقلة التغيير و بقاء الفاسدين و انتصار الثورة المضادة هو ضمانة ديمومة هذه المصالح والامتيازات لتحالف الفساد والاقطاع .

ان تعز تواجه حاليا تحالفا شرسا و محكما لقوى الثورة المضادة و التي تجمع مكوناتها مصالح الفساد التي ظل يوفرها لها نظام علي صالح و هي تكرس الان جهودها للحفاظ على مصالحها و امتيازاتها بواسطة سياسات اعادة انتاج اداوت نظام المخلوع وبث الحياة فيها عن طريق اعاقة التغيير و فرض الفاسدين و محاولات خلق أليات تسلط مشيخية متخلفة لقهر الناس واحباطهم و تجريد محافظة الثقافة والعلم والنضال من مدنيتها و ثوريتها .

و فضلا عن الدور المحوري الذي لعبته تعز في ثورة فبراير السلمية و الذي جعلها مستهدفة بدرجة رئيسية فإن الضغط الدولى و توجه الأنظار نحو العاصمة صنعاء لافشال مخططات المخلوع و جعله تحت عين الرقابة المحلية والاقليمية والدولية قد أسهم هذا العامل في توجيه جهود قوى الثورة المضادة و مخططاته نحو تعز لتوفر لها مؤطئ قدم و لتحويل هذه المحافظة الى محور ارتكاز لرموز صالح و بقايا نظامه حتى يستعيدوا توازنهم ونشاطهم ثم يعودوا للواجهة من جديد ، و لقد كان اختيار تعز مدروسا و مخططا له من قبل قوى الثورة المضادة لما لهذه المحافظة من خصوصية وتأثير نوعي حاسم في تحديد مستقبل اليمن كونها قلب الثورة و عاصمة الثقافة والوعي المدني و بالتالي فإن قهرها و نجاح الثورة المضادة يعطي مؤشرات سلبية جدا لا تصب في مصلحة اليمنيين .

خلال الفترة الماضية نجح تحالف الثورة المضادة في اعاقة التغيير و فرض سيطرة الفاسدين و رموز النظام السابق على المحافظة و لا تزال أجندة الثورة المضادة تشتغل ولن تكون أخرها محاولات اعادة تموضع المشيخة القبلية الى تعز و هو ما يعني نجاح الثورة المضادة في احباط الناس و هزيمة تطلعاتهم للتغيير المطلوب ، ولعل استمرار سيطرة الفاسدين والقتلة و رموز المخلوع على مفاصل السلطة المحلية والتنفيذية في تعز و تفاقم حالة الفوضى و الفساد و التدهور الذي تعيشه محافظة تعز هما أبرز ملامح تمكن قوى الثورة المضادة ونجاح أجندتها خلال الفترة الماضية .

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو :

هل ستتمكن قوى الثورة المظادة المبنية على شبكة كبيرة من المصالح من الإستمرار والتمكن والإنقضاض على الثورة في حاضنتها تعز و من ثم اليمن في غفلة من قوى الثورة والمجتمع الدولي أم ان كلمة الفصل ستكون لتعز وثوارها الأحرار الذين سيقف الى جانبهم كافة أبناء الشعب اليمني ؟

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي