الخلاص من توحش الإنسان

كتب
الثلاثاء ، ٢٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:١٠ مساءً

بقلم / أحمد عثمان 

 

قتل قابيل أخاه هابيل وهو أخوه الوحيد في كل الدنيا ومؤنس وحشته .. قتله ليس لأنه بحاجة إلى إزاحته او أن الأرض ضاقت عليه بل لأن الأنانية والحسد أعماه فقتل أخاه/قتل نفسه! ليذهب بعدها متحسرًا يحمل أخاه والندم على ظهره هائمًا في أرض لا (حنيس ولا أنيس) سوى الوحشة ونعيق الغراب الذي كان أرحم منه .. دفنه وعاد ليحثو على نفسه الأمّارة بالسوء تراب الصحراء مع أزيز الرياح الموحشة إلى جانب غضب الله .. لم يكن بحاجة إلى فراق أخيه واكتشف بعد فوات الأوان أنه بحاجة ماسة إلى أن يحتضن اخاه ويتعاونا معًا على الوحشة والسباع وظلام الليالي. 

لم يتعلم الإنسان رغم تحضره كيف يحافظ على ذاته بسبب تغلب طباع الحقد والحسد والطمع فيقضي الإنسان عمره وهو يكيد لأخيه .. يتعلم كيف يقتل لا كيف ينقذ ويعيش .. يتعلم كيف يتوحش لا كيف يؤنس .. يتعلم كيف يكره لا كيف يحب .. يتعلم كيف يهدم البيت على رأسه وأخيه لأن أخاه من ضمن الموتى لا كيف يأخذ بيد أخيه ليعمرا بيوتًا وحضارة .. يفضّل أن يبقى في عشه على أن يرى أخاه وهو لكل بيته ووجوده .. يحرق كل شيء حتى لا يرى أخاه مبتسماً.

للأسف مازلنا في القرن الحادي والعشرين وفيه يتبارى البشر كيف يصنعون الدموع ويتاجرون بالدماء وفجائع الأمهات .. إنه الطبع الدوني الأسفل للإنسان يتغلب على طبعه الروحي العلوي .. وإذا ماحاولنا الإنصات إلى أرواحنا حضر التوجس .. وسوء الظن يدمر كل شيء إلا جانب الأنانية وتورم الذات القبيحة .. ولاخلاص إلا باعتبار الأنانية والطمع وتوابعه أعداء للإنسان يجب التخلص منها أو محاصرتها لكي ننجو. 

 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي