في ذكرى ميلاد رسول السلام ..

كتب
الأحد ، ٢٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤١ مساءً

بقلم: منال الأديمي -
مع حلول ذكرى المولد النبوي تعالت الدعوات لإحياء الذكرى بصورة فيها ما فيها من استغلال الذكرى العطرة وتوظيفها سياسياً ومذهبياً بشكل أخذ منحى متطرفاً من جهات عدة .. وكثرت الدعوات لإحياء الذكرى و تعالى ضجيج الطبول لكنها لم تكن طبول فرح بقدر ما كانت طبول حرب!!!
تعوّد اليمنيون على إحياء هذه الذكرى دوماً بإقامة الموالد واستماع المدائح النبوية ومابين كلمات عبد الرحيم البرعي عاشق الصلاة على النبي والدان الحضرمي في وصف خير البرية و الموشحات الصنعانية والتفاخر برائعة البردوني (بشرى النبوة ) التي قيل عنها إنه ما مدح أحد رسول الله بعد حسان بن ثابت بشعر إلا البردوني في رائعته تلك ,وهكذا يمر مولد السلام بسلام ، فما الذي جد واستجد ليترقب اليمنيون هذا العام هذه الذكرى بكل هذا القلق والترقب ؟!!!
شعارات و ملصقات تبشر بالذكرى العطرة لكن بلغة عنف وتهديد وقتال ووعيد، لم ألمح في أي من تلك الملصقات والشعارات وصفاً محقاً لنبي الإنسانية والرحمة والعدل والتسامح , نبي عرف بسيد الضعفاء وإمامهم جاء من اجلهم فاتبعوه ونصروه ,فهل ترانا منصفين نبينا العظيم حين نصوره للعالم أنه نبي جاء بالسيف والغزو لا بالعدل والرحمة،وبأنه جاء بالتفرقة بين الناس لا بالمساواة !! هل ننصفه حقاً حين نصف دعوته بأنها جاءت لتخضع العالم لسلطان ذريته كما يغرد البعض اليوم ؟بين بدعة وكفر ،مرت الذكرى الكريمة في ذمار و بيوت محبي المصطفى يقام فيها العزاء على شاب مسلم قتله تطرف من يدعون أنهم نصروا محمداً رسول الله حين قتلوا ذاك الشاب،ومتى في مناسبة مولدك العطرة !!! عذراً حبيب الله .
مسلم آخر قتل في صعدة في نشوة الاحتفال بمولدك الشريف ولست أدري هل كانت نشوة الاحتفال بمولدك ام استعراض القوة والترهيب للضعفاء هناك ؟
إن تهافت الضلالات وتصارعها اليوم يحول كل مناسبة - وللأسف - الى مناكفات ومماحكات سياسية وطائفية ودعوة اقتتال وإراقة دم تزيد أعباء هذا المواطن المبتلى بهم كما تعمق الجروح والشروخ في جدار هذا الوطن .. وبين الصراع والخلاف بكيفية إحياء ذكرى مولدك تفجعنا مواقع إخبارية بوفاة طفلة خنقاً بعد تعرضها لاغتصاب وحشي ..لك الله يا صغيرتي ..وعذراً رسول الله أن بلغ الانحطاط والرذيلة لدى البعض الى هذا المستوى ..عذراً رسول الله فكيف بهؤلاء ستفاخر بنا بين الأمم .
ويين انتظار صحوة ضمير مجتمعية وحكومية سننتظر وقد يمر الجناة دون عقوبة و ينتهون من ذاكرتنا بمرور الأيام وكأن شيئاً لم يكن كما حدث سابقاً مع فتاة عصر.. نحن بحاجة اليوم لحملة اخلاقية وعقلية اكثر مما تحتاجه شوارعنا.
أخيراً .. فلنحيي ذكرى مولده بإحياء سنته وخلقه العظيم لنسعد ونعيش أحراراً لا بإراقة الدماء والاقتتال بذريعة حبه ونصرته عليه السلام .
من رائعة البردوني بشرى النبوة:
يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثت
ذكراه كالفجر في أحضان أنهار
يا صاحب المبدأ الأعلى وهل حملت
رسالة الحق إلا..روح مختار
أعلى المبادئ ما صاغت لحاملها
من الهدى والضحايا نصب تذكار
فكيف نذكر أشخاصاً مبادئهم
مبادئ الذئب في إقدامه الضاري
يبدون للشعب أحياناً وبينهم
والشعب مابين طبع الهر والفأر
ماذا أغنيك يا طه وفي نغمي
دمع وفي خاطري أحقاد ثوار!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي