عبدالفتاح إسماعيل والكتابة بالسيف

كتب
الجمعة ، ٢٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٠١ صباحاً


بقلم: موفق محادين -
في كانون الثاني من عام 1986 انفجر الصراع في دولة اليمن الديمقراطي (اليمن الجنوبي) بين اليمين واليسار داخل حكم الثورة نفسها، ولم يعرف مصير الرئيس الأسبق عبدالفتاح إسماعيل، ممثل اليسار والمفكر السياسي له، ولم يعلن عن مقتله عمليا إلا في نيسان من ذلك العام، وقد أسس ذلك لانهيار هذه التجربة التي هربت من أزمتها إلى وحدة شكلية مع الشمال بزعامة علي عبدالله صالح..
وما يميز عبدالفتاح إسماعيل أن الوحدة اليمنية ظلت هاجسه الأساسي، ولكن بالالتحام مع فقراء الشمال وبناء جبهة شعبية موحدة، وليس بإعلان وحدة مع قوى في جوهرها، قوى إقطاعية وفاسدة..
وكان النموذج الفيتنامي حاضرا عند كل اليساريين الثوريين العرب مثل عبدالفتاح إسماعيل والمجموعة التي قادت حركة 23 شباط 1966 في سورية (ربط الوحدة بالتحرير الوطني والاجتماعي) لا سيما أن الوحدات الرأسمالية الكبرى على طريقة بسمارك الألمانية تحتاج إلى طبقة برجوازية متطورة حقيقية، الأمر الذي لم يكن قائما في شمال اليمن.
وليست ثورة اليمنيين اليوم سوى برهنة على هذا الاستنتاج.. وبالمقابل فإن الصراع الذي خاضه إسماعيل مع رفاقه كان مشروعا أيضا بدليل المصير الانعزالي الذي انتهوا إليه.. فلم تكن وحدة اليمن هاجس إسماعيل الوحيد، بل توحيد الكفاح في كل الجزيرة والخليج..
وكما في الحقل الفكري والسياسي، فقد عبر إسماعيل عن تصوراته في قصيدة طويلة كتبها تحت عنوان (الكتابة بالسيف)، وقد أهداها إلى روح الشاعر اليمني عمرو بن معدي كرب الزبيدي.. وهو شاعر فارس مخضرم شارك في معارك الفتح الإسلامي والتوحيد القومي، كما قاد ثورة في كل أنحاء الجزيرة، داعيا إلى مساواة الجميع وحقهم في السلطة، الفقراء والقحطانيون وكل من ساهم في إعلاء الرسالة الجديدة للإسلام..
من القصيدة:
وكالليل حين يلف النهار.. تهاوى
على أرضنا ذو يزن.. وصورة باذان
غطت شوارع اليمن.. هل يعود باذان.. لا
ألف لا..
اليوم دورته دورتان..
توحدنا خطوط التواصل
تلاشت خطوط التقاطع
لن يصبح الوجه وجهين
فالنهر يجمع ينبوعه.. يوجد أفضل ما في البشر
والنهر.. النهر.. لا تخون منبعه الذاكرة..

[email protected]
العرب اونلاين

الحجر الصحفي في زمن الحوثي