لمَ كل هذا الهجوم على محافظ تعز؟!

كتب
الاربعاء ، ١٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٠٦ مساءً

بقلم: راسل عمر القرشي -
عاودت الآلة الإعلامية المضادة للتوجهات التحديثية التي يقودها محافظ تعز شوقي أحمد هائل للدوران من جديد كردة فعل عكسية لما أقرته السلطة المحلية بالمحافظة بخصوص وقف أية تعيينات لا تستقيم مع قانون السلطة المحلية الذي أوجب التشاور والتنسيق مع السلطة المحلية قبل صدور تعيينات مركزية..
عادت هذه الآلة الدعائية لتوجيه سمومها واستهدافها الواضح والعلني للمحافظ شوقي هائل الذي يسعى جاهداً للعمل من أجل المحافظة وإرساء القيم المدنية التي تعزز من توجهات البناء والتطوير، كما تستهدف خلق شراكة مجتمعية حقيقية تنطلق من قاعدة «شركاء في العمل ـ شركاء في البناء».. وتحقيق الهدف الكبير في جعل تعز قائدة التغيير في اليمن..
لمَ كل هذا الهجوم الإعلامي وهذا الاستهداف المعلن ضد المحافظ شوقي أحمد هائل، وهو الهجوم الذي ما إن يهدأ قليلاً إلا ونراه قد عاد مرتدياً لباساً آخر منزوع القيم ومليئاً بالاتهامات والإساءات التي تكشف عن النزق الحزبي الواضح الرافض للآخر والمحتقر لتوجهاته وبرامجه وسياساته حتى وإن كانت تصب في إطار المصلحة الشعبية..
إذا كان وجود المحافظ ـ أي محافظ كان ـ في منصبه هذا هدفه تلقي التوجيهات وتنفيذها دون التشاور والتنسيق المسبق معه فأعتقد أن الأولى به أن يجلس في بيته أفضل!..
وإذا كانت تلك التوجيهات لا تعترف بقانون السلطة المحلية الذي يوجب التشاور معها في إطار التعيين أو تنفيذ المشاريع أو تعزيز الرقابة المحلية على مؤسسات وأجهزة الدولة فلا حاجة لنا الحديث عن سلطة محلية أو البحث عن دورها في هذه المحافظة أو تلك..
هذه من المسلمات التي لا ينبغي إخضاعها للنقاش أو الجدال حولها؛ كون المحافظ وأعضاء السلطة المحلية يمثلون حكومة مصغرة لإدارة شئون هذه المحافظة أو تلك، والقانون حدد لها كامل الصلاحيات في اتخاذ الإجراءات التي هي من صميم عملها ولا تتعارض مع مهام ومسؤوليات السلطة المركزية..
ومن هنا أقول: إن من حق محافظ تعز ومن صميم مهامه أن يتخذ الإجراءات المناسبة لكيفية التعيين في الوظائف الإدارية العليا في إطار محافظته، وإخضاعها للمفاضلة بشروط الكفاءة والنزاهة والمؤهلات المناسبة، وبعيداً عن الحزبية أو التعيين بالقوة دون تشاور وتنسيق مسبق مع المسؤول الأول في المحافظة، وهذه الإجراءات التي بدأ يسير عليها محافظ تعز هدفها إجراء تغيير فعلي تنطلق من قاعدة: «وضع الرجل المناسب في المكان المناسب»..
فهل هذه الإجراءات الإدارية التحديثية تستدعي هذا الاستهداف المسيء الموجه ضد محافظ المحافظة؟!.. وهل مطالبة المحافظ بالتشاور والتنسيق معه في أي إجراء يعني هذه المؤسسة أو تلك في إطار محافظته يستدعي إثارة هذه الحملة الإعلامية ضده وتهديده والتلويح بالكروت الصفراء والزرقاء والحمراء وبكل ألوانها ومطالبته بالرحيل؟..
لا نريد هنا أن نبتعد عن العقلانية عند الحديث عن مهام ومسؤولية محافظ المحافظة، كما لا نريد أن نردد اتهامات ندرك أساساً بأنها بعيدة عن المصداقية وهدفها حزبي دون أي شيء آخر..
ويكفي استجراراً للماضي واتخاذه شماعة وغطاء لتمرير أهداف ومساعٍ حزبية وجعله وسيلة للتحريض وأداة للنيل من شوقي هائل أو غيره..
نحن اليوم نتحدث عن التغيير والغد الذي نريده أن يكون أفضل ويعمل على تلافي كل أخطاء الأمس.. أما الحديث عن الإلغاء وفرض الأمر بالقوة وبلغة محتقرة منزوعة القيم والأخلاق فذلك في اعتقادي لا يستقيم مع أهداف التغيير والوصول إلى الحكم الرشيد..
يجب أن ترتقي لغة الإعلام قليلاً وتتخلص من التوظيف الحزبي السيئ، كما ينبغي أن يسهم الصحفيون والإعلاميون والمثقفون والكتاب في إرساء القيم الحقيقية للبناء باعتبارهم رسل سلام وبناء وليسوا رسل هدم وتخريب وتحريض وتدمير..
وهنا أتمنى على المحافظ شوقي هائل أن لا يولي هذه الحملة الإعلامية المسيئة أهمية، وأن يستمر في عمله وأداء مهامه ومسؤولياته بنفس التوجه والحماس الذي بدأ به..
عليه أن يمضي في تنفيذ توجهاته وبرنامجه التحديثي والتغييري الشامل الذي ينطلق من رؤية إدارية عصرية وحديثة، ولا يمكن لدعاة الحزبية والعصبية أن يؤمنوا بها؛ لأنها تتعارض مع أهدافهم وتوجهاتهم الإلغائية وغير المؤمنة بالآخر المختلف بتاتاً..

عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي