الخليجي..محطة إخفاق قبل وبعد الثورة

كتب
الثلاثاء ، ١٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٥٨ صباحاً

بقلم: منال الأديمي -
تكثر التعليقات والتندر من حال الكرة اليمنية في فعالية خليجي 21 اليوم وكأن الخليجي لا يعود علينا إلا لينبش في ذاكرتنا وجع الفساد وتحديداً ذكرى اختيار اليمن لاستضافة خليجي 20.. تاق الجميع حينها لانفراج اقتصادي واستثماري في تلك الفترة، إذ تعد الرياضة أحد المجالات الأكثر جاذبية لرؤوس الأموال ولاهتمام القوى الاقتصادية وتصنف اقتصادياً من أنجح الاستثمارات التي تعكس أبعاداً اقتصادية ذات مردود ضخم على الدول والمؤسسات المستضيفة للأحداث الرياضية، لكن في اليمن كل شيء يحذو منحى آخر تحت مظلة الفساد الواسعة المترامية الأطراف .
كانت مراسيم الاستضافة من أسوأ النكبات الرياضية التي ارتبطت بسمعة اليمن، ليس من حيث خسارتنا الرياضية وحسب لكن من حيث خسارتنا حتى الخروج بوجه مضيف يستحق الاحترام والتقدير، إذ توالت حينها أخبار تذمر الضيوف وخروج بعض الوفود الرياضية من فنادق الاستضافة حانقة منزعجة من وقاحة الفئران المستضيفة .
سمعنا في تلك الأيام عن رصد ميزانية جبارة وخيالية لاستضافة تلك لفعالية و بذل الدول المستضافة في الفعالية مليارات لإعانة المضيف على استضافتهم وظهور الفعالية التي ستقام في مدينتي عدن وأبين على أكمل وجه .
كانت الفعالية صفعة مؤلمة في وجه فساد هذا البلد الذي ـ ومع الأسف ـ لا وجه له أو إحساس مطلقاً ومن الافتتاح المخزي والمهين الى توالي أخبار و فضائح تليها الفضائح وانتهاءً بخروج اليمن سريعاً من خليجي عشرين وتساؤل الخليجيين فيما بعد عن مصير منحهم المالية الممنوحة للحكومة اليمنية آنذاك لتنظيم هذه الفعالية .
مضت الفعالية وبلغت القلوب الحناجر ليس حرصاً على الفوز الرياضي لكن خوفاً من الفشل الأمني خصوصاً وخليجي عشرين سيذهب عقر دار القاعدة كما فتئ الترويج لها آنذاك.. مضت الفعالية ولم نسمع بالقاعدة حينها ولو حتى بــ ( طُماشة ) .
كانت الملاعب اليتيمة التي تم إنجازها لاستضافة مباريات خليجي عشرين هي المكسب الرياضي الوحيد الذي خرجت به اليمن ومنها استاد أبين الذي قيل حينها إنه تم صرف 7 مليارات ريال لبنائه ومن مهزلة الإنفاق الى مهزلة التسمية في بلد لا ينجو فيه شيء من لعنة ومتلازمة الصالح، سمي الاستاد بملعب الصالح حتى الصالة الرياضية المغلقة في عدن لم تنجَُ هي الأخرى من ملاحقة ذاك الاسم بل حتى دور العبادة.. لاحقاً لم يمض عام حتى خسرنا الملعب بل وكدنا أن نخسر أبين الأرض والإنسان في جريمة بشعة سلمت فيها المدينة طواعية للقاعدة في صفقة قذرة لم تكشف تفاصيلها حتى اليوم، وأؤكد لكم أننا وكالعادة لن نعرف أبداً ما يدور في كواليس المتصالحين ومجدداً لن نعرف مرتكبي تلك الجريمة البشعة كما هو حال كل الجرائم التى ارتكبت في حق هذا الوطن .
الفساد في بلادنا لم يترك شيئاً على شأنه حتى الرياضة لم تسلم من لعنة الفساد وسيطرة العائلة بل وحتى رئاسة الأندية الفخرية لدينا لا تتجاوزهم، والرئاسة الفخرية هنا لا تعني الدعم الحقيقي ورفع المستوى الرياضي لتلك الأندية لكن فقط الملكية الفخرية بالاسم .
فنجل الرئيس السابق أحمد علي هو الرئيس الفخري وعميد أندية الجزيرة العربية واليمن «التلال» والدون جوان يحيى أيضاً نائب رئيس نادي العروبة حامل لقب الدوري الموسم الماضي، والفريقان «التلال والعروبة» يشاركان حالياً في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم .
وعلى خطى برلسكوني ميلان يعتزم صالح اليوم العودة لرئاسة نادي أهلي تعز.. نادي الوحدة أيضاً الرئيس الفخري له نعمان دويد مقرب من الرئيس السابق .
للأسف أيضاً فإن التمثيل الرياضي لدينا يكون أساسه المحسوبية والمعرفة، بعيداً عن المهارة والقدرات الرياضية، ومعظم المختارين للمشاركة تأتي أسماؤهم بتوصيات ويذهبون سياحة لا رياضة ويفوق عدد البعثات الرسمية غالباً عدد الممثلين الرياضيين ..ولذلك أصبحنامثار ضحك وتندر وإخفاق في خليجي اليوم والأمس .
أخيراً .. تحضرني تساؤلات :
كيف انتهت أبين بيد القاعدة على الرغم من السيطرة التامة عليها في خليجي عشرين ؟
وهل كان مخرج مسرحية تسليم أبين للقاعدة هو ذاته مخرج مسرحية السيطرة عليها في خليجي عشرين؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي