مليونية التصالح والتسامح وكسر صنم الفتنة

كتب
الاثنين ، ١٤ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١٧ صباحاً


بقلم : د . محمد صالح السعدي -

يوم 13 يناير 2013م , تاريخ لن ينساه المجتمع المسلم في الجنوب , ويخلده التاريخ كأول حركة شعبيه تعيد لحمة النسيج الأجتماعي للمجتمع .
لقد حقق الشعب في الجنوب * اليوم 13 يناير 2013 م * , نصر عظيما وتاريخيا , بل نصرا أنساني , سيشهد له التاريخ والأنسانيه جمعاء , أن شعب بكل أطيافه قرر أن يتجاوز كل الخلافات والدماء والغل والبغضاء , ويكسر صنم الفتن وطواغيتها
معلنا عن أنقضاء عهد مقيت ومميت , وليبدء صفحة جديده عناونها المحبه والألفه والأخاء والموده .

التصالح والتسامح , هي من روح الأسلام وأساس لخير الناس , وعنوان للرخاء والقوة والعزه , فمن يريد كيدا بنا اليوم , فقد كسرناه وأسقطناه ووأقفناه بجدار التسامح والتصالح , وأرسلنا للعالم كله رسالة السلام والخير , وأننا اليوم أقوى من
أي يوم أخر , وبتصالحنا وتسامحنا بنينا معا روابط الأخوة , وبها سقينا شجرة الألفه .

وعلمنا تاريخنا , وأسلامنا , كيف أن التصالح والتسامح والأخوة هي أساس لبناء المجتمعات , فقد أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار , وصالح وسامح بين الأوس والخزرج , وحقن دماء المسلمين , وأنشىء بهذا أول مجتمع مسلم ليكون نواة لأمة عظيمة ملئت العالم بنور أسلامها ونور أخلاقها , وقد صالح الحسن بن علي رضي الله عنه بين فئتين عظيمة من المسلمين , وهي
فئة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والفئة التي ناصرت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , فوحد المجتمع الأسلامي وحقن دمائه وحافظ على النسيج الأجتماعي سليما ومعافى , واليوم , 13 من يناير 2013م , يعيد التاريخ نفسه ويتصالح المجتمع الجنوبي المسلم ويعفي ويسامح حاقنا للدماء ومادا جسور الخير والبركة بأذن الله
فمبارك للشعب والمجتمع هذا التصالح والتسامح .

وقد ضرب الشعب في الجنوب مثالا لتجاوز الخلافات, واضعا أصنام الفتن وطواغيتها في حيرة وأندهاش , فلم نسمع يوما أن عالما بارزا من علماء اليمن سعى لهذا الخير , ولا شد الرحال طالبا له , ولم نسمع عن أي رجل دولة ومن بعد
أحداث يناير 86م وإلى اليوم , سعى لهذا الخير , أو طالب به , ولم نسمع أن برلمانيا واحدا نادى في المجالس والمؤتمرات لهذا , ولم نسمع أن قائدا ورمزا سياسا أعتذر
أو كرس جل وقته لأنجاز هذا التصالح والتسامح ؟!! !

أنه أنجاز الشعب وحده , وبمجهودات شخصيه وعفوية , حقق ما عجزت عنه الدولة بمؤسساتها والقادة بعلاقاتهم وأموالهم , فالشعب وحدة وبصفاء النوايا وأخلاص المقاصد , حقق أنجازا عظيما أسكت به أبواق الأحزاب , وأئمة السوء
والفتن , وأسكت أبواق الطاغوت , فلا صوت يعلوا اليوم في ساحات الجنوب غير صوت التصالح والتسامح .

وأني لأجد عجبا , كيف صمتت ألسنة الشيوخ وأئمة المساجد في ربوع اليمن عامة وكيف صمت الأعلام والصحفيون , عن هذا العرس الجماهيري , فهذا خير يوم يمر على الشعب في الجنوب وحتى في الشمال في العصر الحديث , الذي لا يزال يتعلم من الجنوب كيف يقاوم الطاغوت , واليوم يتعلم كيف يتسامح ويتصالح مع نفسه وكيف يعالج جروحه بروح الأسلام الذي لطالما صدحت منابرهم بتهزيء شعب الجنوب وأتهامهم بالرده في حرب 94م , بالرغم من أننا وعلى طول عمر الوحده لم
نرى أنجازا أسلاميا من الشمال نتعلم منه , ولكن نرى اليوم وفي عدن هذه المدينة العظيمة كيف أن شعب الجنوب يعلم الشمال والعالم دروسا أسلاميه وأنسانيه , وكيف أن الأسلام ليس شعارتا ومنشورات وخطب كما يفهمها أتباع الأصلاح ولكن
هي أخلاق ودين ومعامله وتطبيق .

ونرسل رسالة الى طواغيت حزب المؤتمر , لن تفرقونا بعد اليوم بأذن الله , ولن تخلقوا الفتن والبغضاء , فقد سقطت أقنعتكم وسقطت معها أفكاركم وخططكم ونرسل رساله الى القاده التاريخيين , أن الشعب أقوى من بياناتكم ومن تصريحاتكم
فالشعب تجاوز الخلافات وصالح وسامح وهم من دفع فواتير مغامراتكم ومجازفاتكم وأنتم لم تعتذروا عن تاريخكم السيء وسوء قيادتكم للجنوب , ولم تتصالحوا مع بعضكم من أجلنا , فتعلموا منا , وتصالحوا , وألا فلا وجود لكم بيننا .

أخيرا أوجه شكري لكل شخص شارك في هذا التصالح والتسامح , ونرجوا من الله
أن يوفق أمتنا لما هو خيرا لها والله من وراء القصد

[email protected]

عن عدن برس 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي