نزع أنياب الجنرال..!!

كتب
الأحد ، ١٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٠٤ صباحاً

بقلم:هشام السامعي -

لا يبدو بأن الجنرال «علي محسن» كما يحب أن يناديه باسمه الجميع, لا يبدو بأنه استفاد من درس رفيق دربه علي صالح؛ إذ لايزال على يقينه بأنه الأكثر حذاقة في هذا البلد, ولازال متمرساً بأفكاره وتحالفاته القديمة، متجاهلاً أن متغيرات قد حدثت، وأنه حتماً لن يكون الأعتى والأعنف من رفيق دربه, يدرك أيضاً أنه يعيش اللحظات الأخيرة لزوال السلطة التي كان يديرها من خلف حجاب وحاجب.
مرونة الرجل في التعامل مع المتغيرات يبدو أكلها الصدأ الآن؛ إذ لم يعد يدرك أن مرحلة قادمة تشترط عليه أن يتنحى جانباً لتودع البلاد بتقاعده عسكرياً اجتمعت فيه صفات الدهاء المدعوم بقوة المال والسلطة, الرجل الذي أجاد صراع القوى بين الأقوياء، وخاض من أجل الظفر بلقب العسكري القوي حروباً طويلة, ومع كل مرة يسقط أمامه أحد الخصوم، كان يرفع نخب النصر منتشياً، ويفتح خارطة القوى لينتقي خصماً جديداً يواصل معه لعبة كسر العظم «صراع الأقوياء»، ولم يخطر بباله قط أن قوة جديدة ستظهر أثناء انشغاله بصراعه الأخطر والأهم ضد شريكه في كل تلك الحروب التي خاضاها معاً للحفاظ على السلطة والحكم في مربعهم الضيق.
هذه المرة يخاطر في خوض صراع جديد مع قوة جديدة ستقضي على ما تبقى من دهائه وشبكة علاقاته المعقدة, خصوصاً منذ إصدار كل تلك القرارات العسكرية التي أضعفت شبكة الولاء للجنرال الحد الذي أصبح معه مجرد التفكير بالالتفاف على أي قرارات عسكرية جديدة، معناه أن الرجل يقدم رقبته إلى حبل المشنقة.
أخيراً: يحاول الجهاز الإعلامي الموالي للجنرال إعادة تصدير الرجل لمرحلة لا تناسب سنه, كما لا تناسب مطالب الجماهير بضرورة إبعاد الشخصيات المعتقة من واجهة مشهد لابد وأن تتصدره وجوه جديدة لم تتورط من قبل في أي صراعات عملت على ضرب المشروع المدني في الصميم, ولابد عليهم أن يدركوا باكراً أن لكل مرحلة رجالها, وهذه المرحلة ليست مرحلة الجنرال والزعيم, إنها مرحلة ستفرز فيها القوى المؤثرة بحسابات جديدة ليس بينها الولاء للأشخاص بقدر الولاء للشعب والجماهير والوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي