تحـــية لأولئـــك المذنبين.. بعشـــــــق المُســــــتديرة...!

كتب
الجمعة ، ١١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٥ صباحاً


بقلم: منال الأديمي -

كنت في سبتمبر من العام الماضي قد كتبت موضوعاً عن مجزرة كنتاكي وأحداث القاع في عام الثورة 2011 بعنوان (حين نخسر البطولة) تحدثت فيه عن خسارتنا في ذاك اليوم الأسود أبطالاً كُثر، منهم بطلنا في المصارعة الشهيد البطل عبدالعزيز محمد عثمان راجح, الذ ي - ومع الأسف - طواه نسيان هذا الوطن حياً وميتاً, على الرغم من أنه كان بطل الجمهورية للمصارعة, إلا أنه حتى اللحظة لم يحظ ولو بتكريم رمزي من قبل الدولة, ممثلة بوزارة الشباب والرياضة..
يأتينا اليوم خليجي 21 ليجدد لنا مأساة ووجع اسمه وزارة الشباب والرياضة التي ترمي بمنتخبنا الوطني في مضمار بطولة جديدة دون إعداد كافٍ لخوض هكذا بطولة أو دعم يذكر، يرمون بمنتخبنا المثقل بتراكمات عام الثورة الذي لم يكن سهلاً على الجميع وإهمال وتقصير لم يكن عارضاً من عوارض أحداث الثورة لكنهُ إهمال وفساد منظم على مدى سنين من إنشاء تلك الوزارة..ومع ذلك يمضي منتخبنا نحو المجهول، مبدياً جهداً لا يمكن لأحد إنكاره، رغم شحة الاهتمام والدعم البدني والمعنوي والمادي لأولئك المذنبين بعشق كرة القدم في وطن لا مكان فيه لعشقٍ أو مهارة وإبداع.
ومع ذلك لا يسلم أولئك العشاق المغلوبون على أمرهم من التذمر والسب والشتائم والتعليقات المجحفة كثيراً، وكانت آخرها على لسان عاهة رياضية ترتدي شماغاً وعقال تدعى (جاسم الحربي).إن إخفاقات منتخبنا والتى أجدني غير منصفة حين أسميها إخفاقات، فهي حقيقة؛ نتيجة حتمية للإهمال الحكومي للمنتخب والرياضيين بشكل عام، ذاك الإهمال الذي ينساهم طيلة العام ولا يتذكرهم إلا في المناسبات الرياضية التى تدعى فيها اليمن للتمثيل والمشاركة، حينها فقط تتذكر وزارة الرياضة أسماء لاعبينا وتمسح عنهم غبار النسيان، وتبدأ في جمعهم من أماكن إشغالهم اليومية البعيدة كل البعد عن الرياضة.. أعرف مثلاً أن أحد لاعبينا يعمل طوال العام على سيارة أجرة لإعالة أسرته، وبهكذا عطاء واهتمام بالرياضة والرياضيين تكون النتيجة الحتمية للتمثيل اليمني في مجمل الفعاليات الرياضية والمحافل عبارة عن مرمى كريم يستوعب أكبر قدر ممكن من الأهداف.
فلاعبونا المهضومون حقهم في الإعداد والتدريب يقضون طيلة العام بعيداً عن اللياقة البدنية والرياضة، يركضون طيلة العام لكن في شأن آخر بعيداً عن عشقهم الكروي، وهو الجري وراء لقمة العيش والحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم، بعكس رياضي ذات البلد لذاك العاهة الرياضي وفي أي بلد في العالم الذي يتفرغ بشكل كامل لزيادة لياقته البدنية والرياضة فقط، مع توفير كل مقومات الحياة المحترمة له ولعائلته، وفوق كل ذلك لديه تأمين صحي، فلا شيء يشغلهُ عن عشقه الكروي والرياضي لا أزمة غاز أو بترول, ولا فواتير كهرباء ومياه, أو زيادة الأسعار وإيجار المنزل.
فلاعبنا المهضوم يذهب للفعالية الرياضية بكل تلك الهموم، بل وأكثر، يذهب بعد فراق طويل مع معشوقته المستديرة، وصل إلى حد الجهل والنكران؛ فالكرة تُنكرهُ على أرض الملعب, وحتى أرض الملعب الخضراء نسيها ونسته هي الأخرى، فلم يعد يتذكر لون عشبها الأخضر في خريف أيامه القاسية، يذهب وفي جعبته لياقة بدنية هي الأخرى فقد منها الكثير في ماراثون الحياة الصعبة والجري وراء لقمة العيش.
من أجل كل ذلك يقف لاعبنا في الملعب شارداً، لا شيء بينه وبين معشوقته سوى الصد والخذلان.. فإلى متى تظل وزارة الشباب والرياضة اسماً بلا مسمى؟ وإلى متى ستظل الكرة اليمنية مدعاة للسخرية والتندر؟.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي