تعز والإقصاء العجيب !!

كتب
الخميس ، ١٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٨ صباحاً


بقلم: عزالدين الاصبحي-

اكتب عن تعز وكلي قلق من تهم عجيبة تصيب كل من يريد ان يقول بعض الانصاف عن تعز تلك التهم التي تصيب كل من يقول بعض معاناة تعز من تهم الانفصالية والمناطقية الى حد كره الوطن ( ولا يجب ان تسال ما هو الوطن !!)
وما اعادني للكتابة عن تعز لحظات تأمل خلال الاسابيع الماضية من البقاء فيها والمراقبة لما يحدث لها !

** اولى الملاحظات ان الكل من قادة السياسية والمتحكمين بالبلاد والعباد يرون ما يجري في تعز خطر عليهم وعلى البلد والمستقبل ؟!
والكل يصارحك القول انه يجب الانتباه الى تعز ليس من باب الانصاف والخوف عليها بل الخوف منها
واي قرار يمس تعز يأخذ من الصدى وردة الفعل ما لا يمكن ان تتوقعه !!

خذ مثلا صحف يومية واسبوعية تخصص صدر صفحتها الاولى بشكل يومي ضد تعز واصحاب تعز وبعداء عجيب لا يمكن لك ان تعرف مصدره ... مثلا يأخذ حيز خبر مقتل قائد في صنعاء وغارة في حضرموت وحريق سجن في اب وقتل عشرة مساجين او سرقة وقطع طريق في عدن يأخذ كل ذلك من الصحيفة وحيزها ربع ما يمكن من اهتمام وابراز لشجار حول ارضية بتعز حيث يكون ابراز الشجار الذي حدث بتعز بانه كارثة امنية وانفلات تام ودمار وطني وفشل للمحافظ وانهيار قيم تعز المدنية وكل التهم العجيبة !

ترى لو كان محافظ تعز شوقي احمد هائل هو الذي فشل في حملة شارك التي تمت بصنعاء او كان المسئول الامني عن مدينة تم فيها مقتل قائد عسكري بحجم مستشار وزير الدفاع ؟؟ وجرى القتل في باب موسى بتعز وليس باب اليمن بصنعاء ؟
لو كان لمحافظ تعز امر توجيه بشراء 25 سيارة ؟
او تم قطع الطريق امام الحاويات ؟ او تم ضرب تعز بالطيران بدون طيار او او او

ماذا كان سيقول هؤلاء ؟ اظن اقلها اخراج تعز من الخارطة اليمنية وجعلها تتبع الصومال وليس اخراج شوقي هائل من قيادة المحافظة فقط ؟؟ اقول هذا ليس دفاعا عن شوقي الذي لا يحتاج الى دفاع ولكن عن حالة الهجود التي تتعرض له تعز وليس كما نظن بسطحية ان الهجوم لشخص المسئول فيها ولكن الى استقرارها وسمعتها كمدينة وكمعطى حضاري يرتبط ذكر اسمه بالاستقرار والامن والثقافة والمدنية والتسامح وقبول الاخر لهذا هناك تركيز ومن اطراف عدة لضرب هذه الصورة المتخيلة عن تعز وجعلها قرية مليئة بالخوف والاسلحة !!

** ان ما يجري لتعز من قبل قيادة الاحزاب الحاكمة بصدق وصراحة حقن طائفي ومناطقي مخيف وعداء لا يمكن تبريره إلا بان هناك من يريد لتعز ان تفقد اعصابها وتنزلق نحو دعوات الطائفية والمناطقية المقيتة وتطالب بفك الارتباط !

** ان ضرب تعز لا يأتي فقط في الاقصاء العجيب ولكن من شن الحملات الاعلامية العجيبة بتصويرها المنطقة المصدرة للرعب ويشارك نشطاء للأسف بهذه المهمة العجيبة بينما يتم غض الطرف عن انفلات كل الوطن والمدن الاخرى بوعي !!
وهي حالة تحتاج الى تحليل لابد ان نقف عنده لأن ضرب أي نموذج ايجابي مدني باليمن يخدم الفوضى وجميعنا يساهم بذلك مثل انجرارنا لحملات اعلامية لا ناقة لنا بها ولا جمل تصور انه لا امل في نجاح البلد وان الحكم من خلال الفوضى هو الصح

** وتعز تدفع الثمن الان لهذا يضرب أي تقارب فيها وتدمر أي جسور للثقة وتضخم أي اخطاء تتم وتهول أي احداث جانبية !
اقو ل ذلك لأني لم اجد ما يبرر ابراز تعز انها مجرد محافظة للفوضى وهي غير ذلك إلا انه تمهيد اما لضرب تعز التي يجب تأديبها لا نها قادت الثورة وفجرت الغضب الشعبي العارم وهو تصرف لابد لتعز ان تدفع ثمنه على ما يبدو
او تمهيد لحقن مناطقي مقيت يأتي ليمهد لقضية ستزيد من تشظي الوطن

** ان ابناء تعز يؤمنون بأهمية وحدة الوطن القائمة على المساواة والعدالة وعدم احتكار السلطة والثورة من أي فئة كانت ويؤمنون بالديمقراطية والمدنية بكل قوة
لأن هذين المسارين هما ركيزة تعز كون ابناء تعز هم من يمثل نصف صنعاء الشمالية ونصف عدن الجنوبية وبالتالي لا يزايد احدا علينا بالوحدة القائمة على العدالة والمساواة وليس وحدة الضم والالحاق والغاء الاخر التي رفضتها تعز مبكرا
وتعز لا يمكن ان تكون تجمع عشائري وقبلي ولا تعود الى ما قبل الدولة لأن ذلك يناقض بنيتها الاجتماعية والثقافية باختصار

** ودعوني المس الجرح بصدق واقول اذا ارادت الاحزاب السياسية ان تغير بقيادة محافظة تعز من وكلاء محافظة وقرارات تحتاج الى قرار جمهوري يتخذ من رئيس الجمهورية او قرارات تتخذ من رئيس الحكومة فذلك يتم بإدارة و تنسيق حكومة الوفاق من المشترك والمؤتمر وبطريقة لا تحتاج الى أي تردد ولا لأي شحن طائفي ولا تحميل المسئولية شوقي هائل ولا ابناء تعز

واذا كانت هذه الاحزاب قلبها على تعز بجد فهي احزاب حاكمة ويكفي ان توجه الرئيس والحكومة لأن يلتفتوا الى تعز ويقدمون لها العون الاقتصادي والمالي والاستقرار ويغيرون الوكلاء المطلوبين او يتم تدوير وظائفهم كالأخرين - هذا ببساطة وبدون تحليلات نكذب بها على انفسنا

** ان مراجعة لكل التعينات التي شملت السلك العسكري والمدني خلال الثورة سنجدها خالية من تعز ومن أي شخصيات ثورية من تعز تحت حجة اننا نريد ثورة خالية من الدسم !!
( حتى الذين دخلوا الحكومة ومسقط رأسهم من تعز يعرف الكل يعرف ان مسقط قلوبهم ليس معها ولا يعرفونها إلا ما رحم ربي .. وليس كل من ولد ابوه بمنطقة يعني انه ينتسب لها ... هنا علينا ان ندرك ان الانتماء الى تعز معطى حضاري ..وليس مناطقي ضيق )
ويجب ان نكبر هنا صمت ابناء تعز امام كل ذلك على اساس ان الوطن فوق الجميع ولا يجب ان ننجر الى منزلق نقاش مناطقي وطائفي مقيت

** الصرخة التي يجب ان يسمعها كل من يهتم بشان البلد الان وبسرعة وصدق هي كالتالي:-
ليس من صالح احد حتى وان كان يملك القوة والمال استمرار اضطهاد تعز سواء بالإقصاء المباشر العجيب ولا باتهامها بكل انواع الفشل او بتصدير المشاكل والاضطراب اليها ليس من صالح احد ان يكون قلب اليمن ومخزنه البشري بحالة غليان مستمر وشعور بالقهر
وليس من صالحة تضخيم كل شيئ في تعز لدفعها لأن تنتفض ضد نفسها وضد الجميع إلا اذا كان هناك من يهوى الخراب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي