وغداً لناظره بعيد!

كتب
الجمعة ، ٢٣ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً
عمار الاصبحي ببالغ الحزن والأسى أقول إن ساحة التغيير، بعد كل التضحيات التي قدمها ومازال يقدمها شبابنا وشعبنا اليمني على طول وعرض البلاد ،تتحول إلى حلبة صراع وتصفيات حسابات؛ ليس علاقة لها بالثورة!!؟

فرغم حالة الحزن التي تعترينا بمرور الذكرى الأولى لمجزرة (جمعة الكرامة) ؛والتي حلت علينا سريعاً يوم الأحد الماضي؛ لتذكّرنا بالتضحيات الجسام والشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة _وقرابين_لثورتنا السلمية واليمن المنشود؛ أمام آلات القمع المختلفة لنظام صالح المتوحش..سقط أمس الأول عدد من الجرحى معظمهم في حالة حرجة _بحسب المعلومات الواردة!!؟نعم، لقد سقطوا هكذا وبرخص؛ليس في مسيرات غاضبة مطالبة بكشف المتورطين ومحاكمة مرتكبي تلك الجريمة البشعة التي لم تمضِ على ذكراها أكثر من 24 ساعة، وإنما في الساحة وبالساحة في مواجهات واشتباكات –عنيفة- ،بين القوى المستقوية بالعسكر وبالمليشيات الخاصة، وبين الشباب "الحوثيين" القادمين من جبال مران..

فما الأمر إذن سيدتي الثورة ..؟!

أين أنت..؟!

أين ذهب عقلك السلمي المدني..؟!

..أين شبابك؟!

أين نحن وإلى أين نذهب..؟!

.....

تباً لنا جميعاً .. والمجد والخلود لشهداء وجرحى ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية_على أمل العودة!

....

على شباب الثورة تجسيد العقل؛فالساحة أو بمعنى أصح الثورة تُفخخ من الداخل ،وعليه نذكر للمرة الألف: على شباب الثورة السلمية،اليقظة والتكاتف والإسراع بإيجاد القوة  القادرة على حمل وحماية المشروع المدني للثورة الشبابية الشعبية السلمية..وعلى تلك القوى التي فرضت هيمنتها عنوة،إدراك أن الثورة الشعبية لا يمكن اختزالها؛لأن الفكرة هي القائد،بالتالي تستطيع القوة أن تعبث وتتلاعب فيها وبها لمرحلة،ولكن أبداً..الآثار الناجمة عن هكذا حماقة تكون أكثر كلفة، ويصعب احتواؤها في ما بعد..

وغداً لناظره بعيد!

....

لمصلحة من.. إجهاض المشروع النهضوي المدني للثورة الشبابية؟

لمصلحة من.. بقاء الوضع بهذه الصورة الكاريكاتورية الممسوخة؟

لمصلحة من.. بقاء"صالح" متمرداً _هكذا- يمتلك المال والقوة؟

لمصلحة من.. تسليم "أبين" للقاعدة على ساحل البحر ؟

لمصلحة من.. بروز القوى التقليدية الدينية والعسقبلية_بحسب تعبير عبد الرحيم محسن_على حساب القوى الثورية الوطنية والمدنية؟

لمصلحة من..لمصلحة من ..لمصلحة من؟؟؟

باختصار: ثورتنا  هي الفرصة الأخيرة للحياة على هذه الرقعة؟!!

***

الوقت يمر غريباً هنا

وأنا اشتقت لأمي كثيراً وبيتنا في البعيد..

فألهمني يا الله

إلى فك هذا الحصار؛

لأنسى هبوب الملح

وأنقعُ ما في دمي من غياب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي