أشقائنا في السعودية .. ثورة الجياع قادمة

كتب
الثلاثاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٠٩ صباحاً

بقلم: عارف الدوش -

• طالب الكاتب والصحفي والمحلل السياسي السعودي جمال خاشجقي في صحيفة الحياة مؤخراً بإخراج العمالة الأجنبية من جزيرة العرب بعد أن بدأت السعودية تكتوي بنيران البطالة والفراغ بين صفوف الشباب والشابات وقالها خاشجقي صراحة " من أجل حل جذري ممكن لها – البطالة- علينا إن نرجع بلداً طبيعياً بالتحرر من الاعتماد على العمالة الأجنبية" لان الوضع الحالي في السعودية غير طبيعي كما يقول خاشجقي فتعداد سكان المملكة اقترب من الـ 20 مليوناً يشاركهم العيش بها 10 ملايين أجنبي منهم 8 ملايين بشكل رسمي، ومليونان أو أكثر غير نظاميين أو من دون جنسية وبالتالي فثمة أجنبي واحد "يخدم" بشكل أو بآخر سعوديَين اثنين"

• كم صرخنا نحن جيرانكم اليمنيين بصوت مرتفع وأنضم معنا في مهرجان الصراخ منكم في السعودية والخليج وكتب كثيرون منبهين ومحذرين من خطورة العمالة الأجنبية في الخليج خاصة عندما تزايدت أعدادها وبدأت تنافس بشراسة العمالة اليمنية والعربية بل وطردتها من جميع الأعمال واستحوذت على كل الأعمال والمهن وهاهي اليوم العمالة الأجنبية في السعودية تساوي نصف عدد السكان وفي دول خليجية أخرى أصبح السكان أقلية والأغلبية عمالة أجنبية أصبحت اليوم تنافسكم و شبابكم يكتوون بنيران البطالة والفراغ والفقر ولن أنسى ما حييت زيارات ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز قبل إن يصبح ملكاً للإحياء الفقيرة في الرياض فيومها بثت التلفزيون الرسمي تقريراً مصور عن الزيارة فنكشف المستور ولم يكن الناس يتوقعون أن هناك أحياء فقيرة في الرياض باعتبار إن السعودية من اغني دول العالم في مدينة جدة عروس البحر الأحمر كما تسمونها تنتشر الأحياء الفقيرة وأنتم تعرفون أحياء الفقيرة ونسبة الفقر فيها أعلى من الرياض أما المناطق الجنوبية فهي الأخرى ليست استثناء والكتاب والمثقفين والسياسيين يعرفون الكثير .

• لقد شكونا نحن اليمنيين جيرانكم كثيراً من تجارة التأشيرات السرية والعلنية ونظام الكفيل الظالم والذي هو صورة من صور العبودية وشكونا من معاناة أخوانكم اليمنيين المقيمين بينكم من العمالة الأجنبية التي طردتهم من جميع الأعمال والمهن وها أنتم اليوم تشربون من نفس الكأس وبدأتم تشكون ذلك وتعتبرونه مدمراً للاقتصاد الوطني وأمنكم القومي وهذا صحيح لا خلاف عليه فليس سراً ما قاله الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الرائع جمال خاشجقي " أن ثمة عصابات مستعدة للاتجار في الممنوعات... وبعضهم مستعد لممارسة الجريمة من سرقة بيوت ومتاجر أو حتى مخدرات ودعارة " لان العمالة الأجنبية تبحث عن الكسب السريع ولا يعينها عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا. وأتفق مع خاشجقي أنكم أهملتم حقائق هامة أولها إدمانكم على تشغيل العمالة الأجنبية فأدمن معهم اقتصادكم عليها وهذا جاء على حساب عمالتكم الوطنية والعمالة العربية وفي مقدمتها اليمنية جيرانكم وإخوانكم في الدين والعقيدة و التاريخ واللغة والعادات والتقاليد وصلة والقربى والرحم.

• واليوم بعد أن وصلت نسبة الشباب 60 في المائة من عدد السكان تدفع بهم الجامعات سنوياً إلى سوق عمل لم تعد لهم كما أشار خاشجقي فلا مناص من تحرير الاقتصاد السعودي من "إدمان العمالة الأجنبية" وأضم صوتي الى صوت الكاتب الصحفي خاشجقي أنه لا بد من إخراج العمالة الأجنبية الفائضة وغير المبررة من جزيرة العرب وإلا انتظروا أيها الأشقاء ثورة الجياع من الداخل والخارج فشبابكم اليوم يعاني من الفقر ونحن أشقائكم اليمنيين بكل تأكيد ننتظر مثل هذه الثورة بعد أصبح نصف سكان اليمن يعانون من الفقر والجوع وأخشى كما تحالف الإرهاب " تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وشكل فرع إرهابي له أسماه تنظيم جزيرة العرب أخشى أن يتحالف جياع جزيرة العرب كلهم( أقصد جياع اليمن والسعودية وبقية دول الخليج) ويعلنوا " ثورة الجياع" في منطقة تسبح على بحار من نفط فقد تبدأ ثورة الجياع من اليمن وتنتشر نيرانها لتصل إلى عواصم ومدن دول الخليج فالجوع والمرض هو من يسبب العدوى وليس الشبع والصحة.

• وأخيراً إن إخراج العمالة الأجنبية من جزيرة العرب ليس مطلباً سعودياً ملحاً فحسب بل هو أيضاً مطلب يمني ملح فنحن وإياكم أخواناً وأشقاء تجمعنا عقيدة ولغة وعادات وتقاليد وبينا من القرابة والنسب الكثير وتتداخل البلدين جغرافياً بشكل لا يوجد له مثيل ولسنا أجانب فرجاء لا تطلقوا علينا عندما نكون في ارض الحرمين الشريفين أجانب ولا تعاملونا معاملة الأجانب فقد تواجد عمالنا في السعودية والخليج من قبل الطفرة النفطية وخلالها وحتى اليوم بل كان حكامنا فيما مضى من التاريخ يحملون إلى مكة ويكسون الكعبة ويخطب فيها باسمهم " الدولة الرسولية" ونتمنى عليكم أن تجعلوا شعاركم اليوم فيما يتعلق بالعمالة المثل اليمني القائل "يا مفرق بالمرق أهل بيتك أحق" ونحن وأنتم نعتبر أهل بيت واحدة هي جزيرة العرب أليس كذلك.

[email protected]

عن صحيفة يمنات

الحجر الصحفي في زمن الحوثي