إنسان اليمن بين عامي 2012 - 2013م

كتب
الخميس ، ٠٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٢٦ صباحاً

بقلم: بسمة عبدالفتاح -

الإنسانية سمة اتصف بها البشر ، وهي ما تميزهم عن غيرهم من الكائنات، ومنها أتى مسمى الإنسان ، الذكر أوالأنثى ، المسلم أو الكافر ، الأبيض والأسود ...إلخ ... فلا نمنحها سمة للمسلم من دون الكافر أو العكس ....
فالإنسان يتمتع بقيم كثيرة وكبيرة كفلها له الدستور الإلهي ، والدساتير الوضعية ، وبالرغم من كل ذلك فإن إنسان اليمن ، إنسان عركته آلام الحياة الممتقعة بالقهر منذ سنوات طويلة ، دكّت إنسانيته معاول السياسة ، وجرعته مخرجاتها السلبية ، واحتفظ الساسة لأنفسهم بكل ما هو إيجابي منها .
إنسان اليمن مازال يلملم جراح حياته بين عام مضى 2012م ، وعام أشعلنا له قناديل الفرح، مستبشرين بقدومه 2013م - عله يقدم لنا الأفضل .-وأعوام أخرى تولت لم يعد يتذكر منها سوى ويلاتها البادية على ملامحه وملامح الإنسانية المتآكلة من حوله .
إنسان اليمن الذي كان يتوقع أن يكسو عريه في 2012م ، ويشبع جوعه ، ويداوي جراحه ، ويعلم أطفاله ، ويغذيهم ويلبسهم ويحفظ لهم إنسانيتهم ، مازال كما هو يجرجر آلامه في مطلع 2013م ؟
مازالت الثورة التي فجرها الإنسان اليمني في 11 فبراير 2012م تمشي بطورها الجنيني ، وهو الذي كان يرى بها ملاذاً ليخرج منها إلى حياة كريمة ، من دون أن يتقاسم رغيفه كبار الوحوش ، ومن غير أن يعتدي على إنسانيته المتخمون بالأنا والرائدون في التجبر والظلم.
مازال الإنسان اليمني يسعى للحصول على قلم يتعلم به ألف باء الحياة في أرياف اليمن عموماً وبعض أرياف تعز خصوصاً ، تعز رائدة الثقافة ومنبر المثقفين مازال بعض أبنائها يفترشون الأرض ويستجدون الحرف من معلم لا يتقن نطقه أحياناً ، لأنه يقتات عليه ، مازالوا حفاة عراة على رصيف القهر الملبد بغيوم مستقبل مجهول .
إنسان اليمن سواء كان كبيراً أوصغيراً ، امرأة أو طفلاً ، في كثير من أرياف اليمن لم يصله حقه في حياة كريمة ...ولكن وصلته الصراعات السياسية عبر رموز أحزابها المرسومة على الحجر والشجر ...وعبر العصبية المنتقلة إلى بسطائها بالرغم من أنهم غير مستفيدين منها سوى مزيد من الحرمان الذي يعانونه بصعود كل مستفيد إلى سُلَّم السياسة الرائدة في تجهيلهم وحرمانهم من أبسط مقومات المدنية والحياة الكريمة .
إنسان اليمن مازال يزحف – وهو في مكانه- نحو الحياة التي يراها عبر فضائيات دول الجوار ، و فضائيات الدول التي يصعب عليه نطق مسمياتها ....لكنه يحلم أن يكون لأبنائه معلمو مدارس في أرياف المدن تقيهم ويلات الجهل وأشواك الفقر ...ويحلم بأن ينقله التعليم إلى مصاف الحياة المتقدمة ...لكن هل هناك من يسمع أنين وجعه المثخن بالجهل والتهميش ..؟!
كل عام والإنسان بألف خير عموماً، والإنسان اليمني بألف ألف خير وعافية وصحة وتعليم و.....وحاصل على كل مقومات الإنسانية والحياة الكريمة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي