دراجــــات المــــوت .. ومؤتمر القناديل !!

كتب
الثلاثاء ، ٠١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٢٠ صباحاً

بقلم: منال الأديمي -

شهدت العاصمة في الأسبوع المنصرم أحداثاً دموية موجعة , ومقلقة , بدأت بمسلسل اغتيالات الدراجات النارية لشخصيات عسكرية وفي وضح النهار ، منهم مستشار وزير الدفاع وليس بعيداً عن وزارة الدفاع نفسها ..في نفس اليوم أيضاً يغتال الغرباني نهاراً جهاراً.
ومن المفارقات المؤلمة أن نعيش في هذا الوطن ألم الذكرى والواقع معاً فعودة ثقافة الموت ومسلسل الاغتيالات ترافقت وللأسف مع عيش الوطن ذكرى مؤلمة وهي الذكرى العاشرة لاغتيال الشهيد جار الله عمر فقيد الوطن .
غابت اخبار وتفاصيل اغتيالات دراجات الموت وكاتم الصوت وقاتل مجهول عن اهتمام الجميع حين طغت عليها حماقة ما حدث ويحدث مع مسيرة الحياة وعلى ذكر ما حدث للمسيرة أتساءل : اين امين العاصمة مثلاً مما حدث؟ يقال انه سافر للعلاج.
اعتداءات الكهرباء هي الاخرى لا تتوقف برغم سماعنا عن قصف للمخربين ومع ذلك اعتداءان حدثا هذا الاسبوع إلى جانب تخريب أنبوب نفطي ومعاودة تخريبه ثانية بعد استكمال إصلاحه بساعات واعتداء آخر على كابلات الألياف الضوئية كل ذلك يثير تساؤلات : إين الداخلية وأجهزة الأمن في مواجهة عبثية الموت والخراب في هذه البلاد وما جدوى سياسة الدولة في مواجهة كل ذاك العبث بأموال الوطن.. ألم يحن الوقت للتفكير في استراتيجيات أخرى لمواجهة كل ذلك ؟.
ثم لا يكاد يمضي الأسبوع المفجع حتى تتناقل وسائل الإعلام اخبار عقد مؤتمر (للقناديل) (الحوثيون ) والقنديل مصطلح يطلقونه على سادتهم في حين يدعى القبيلي التابع (بزنبيل) .
نعرف جميعاً ومسبقاً نية ذاك المؤتمر الكهنوتي المخطط له من دولة بني (ساسان )لإعادة التسيد وتقبيل الركب ، توقيته الآن يهدف مؤكداً إلى توسيع الخراب ونسف كل مساعي الحوار الوطني المزمع عقده قريباً ووضع مزيد من المعوقات والعراقيل أمام الدولة المدنية حلم الشباب والثورة .
حقيقة أجد نفسي عاجزة عن تفهم جاهزية الافراد والأمن في وزارة الداخلية لمواجهة شباب مسيرة الحياة السلميين الذين لا يتجاوزون الستين شاباً حين وصلوا للعاصمة في حين تسرح دراجات الموت والاغتيالات ذهاباً وإياباً في العاصمة دون أدنى مضايقات أو حتى توتير لحظات القنص والاغتيال وانطلاق رصاصات الموت.
كما لا أفهم سكوت الدولة عن التحركات المشبوهة للأذناب الحوثية وأتباعهم والمنتفعين من وجوده اليوم ( الملكيون الجدد) الذين عادوا وللأسف بثقافة الماضي البغيض وأدواته .
عائدون بعد فوات الأوان ، فلقد أدرك الشعب أنه أمة واحده متساوية والحاكم فيها خادم للأمة وأمين على مصالحها وأموالها ...أبعد الربيع وتذوق الحرية وحلاوة الاسلام تعودون بقول إن الأمة طبقات و دماؤها مختلفة وحقوقها ليست متساوية ..فهناك منحة وحق إلهي لا تنازعون عليه من أموال وحكم الناس ..وفوق كل ذلك الجنون تزيدون على أنفسكم العار باتباع ولاية الفقيه الايراني التواق لزمن كان يولى فيها حاكم اليمن من فارس ومن أبناء فارس.
فأين موقف الدولة الحازم والصارم من كل تلك التحركات المشبوهة ومؤامرات التبعية والعمالة ؟
إن الأسبوع الماضي وبأحداثه الدموية يلقي بظلاله الثقيلة على كاهل مواطن بات اليوم اكثر ما يقلقه ويشغله الأمن والأمان ، وخصوصاً حين يرى القتل يتجول في وضح النهار دون أن تلقي له الحكومة اهتماماً و بالا.. مواطن أنهكه البحث عن رغيف الخبز فلا تحملوه عناء ومشقة البحث عن الأمن والأمان فلديه من الهموم ما يكفيه ويزيد .
حقيقة إن الصعوبات التي تواجه الحكومة اليوم و الثورة كثيرة وأهمها وأخطرها الأمن المنعدم بتحريض وإيعاز من عجوز الشر ومن والاه و بتساهل للأسف غير مبرر .
فمرور عام على وزير الداخلية والتسوية السياسية يجعلنا نقف متسائلين: أين قحطان من كل ما يجري ويحدث ام إن انجازاته لا تتجاوز الاعتداءات على شباب الثورة ولمَ السكوت والتكتم حتى اليوم عن معرقلي التسوية ودوران عجلة التغيير.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي