الســــــعوديــة.. ينابيع العطاء.. ونسائم المعاصرة(1)

كتب
الثلاثاء ، ٠١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

بقلم: عبيد الحاج -
شددنا الرحال جواً إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة.. ونحن على متن الطائرة، ونظراتنا تمتد بامتداد ذاك المدى الصامت، يفاجئك هذا البلد - كعادته - وأنت تطل عليه من الجو بإدهاش علاقة الخضرة والماء باليابسة، فثمة غزل واضح بينهما.. جزر تشرئب بفيروزية المياه، وألسنة مياه توغل في الأرض فتلمع حول اليابسة الأخوار وأرض تشف فوقها دقائق المياه فيتألق عناق الرمل والبحر.
هذه رؤية «رومانتيكية» بالطبع؛ لأنها من جوف طائرة ناعمة التكييف والهمس.. لكن عندما تقترب أكثر تدرك ذلك الصراع الطبيعي المحتدم.. فالأرض المكونة للمملكة العربية السعودية والبالغة مساحتها (2.250.000) كلم2 تقريباً، لها ساحلان طويلان مجموع طولهما (2410) كلم تقريباً، وهما الساحل الشرقي على الخليج العربي وطوله (610) كلم، والساحل الغربي على البحر الأحمر وطوله (1800) كلم، يواجه فيها البر والبحر من جهة، ومن جهة أخرى تحدق بالأرض رمال الصحراء التي تبلغ أوجها في كثبان الربع الخالي العالية وصحراء النفوذ الكبير التي تمتد من الوسط إلى الشمال، وصحراء الدهنا شرق المملكة.
إنها ثنائية أقسى صحارى العالم، وأصعب بحاره، وهو بحر الخليج الذي تبلغ حرارة مياهه أعلى معدل عالمي «45 درجة مئوية» وملوحته تفوق ملوحة كل البحار؛ إذ تبلغ 100 في الألف، بينما ثبتت درجة الملوحة عند 35 في الألف في بقية بحار العالم.. هذا هو مبعث الدهشة في عناق الصحراء والبحر واليابسة واللمسات الخضراء التي لا تترك الرمل رملاً ولا البحر بحراً.
لكن ليس في هذا فقط تكمن ملامح الإنجاز السعودي.. ففي السعودية عشرون مليون نسمة تقريباً من المواطنين السعوديين وخمسة ملايين من المقيمين، ومعدل الكثافة السكانية لا يزيد عن 7 أفراد للكيلو متر المربع الواحد، جميعهم يتمتعون باقتصاد من أكبر الاقتصاديات في الدول النامية، فالناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات وقيمة الصادرات السعودية وقيمة أصول القطاع المصرفي السعودي ودعم قيمة الريال السعودي المغطى بالذهب 100 ? لدى البنك الدولي، بحيث أصبح في مقدمة العملات القوية كالدولار الأمريكي والين الياباني والثروة البترولية الهائلة، كل ذلك يحقق مئات الآلاف من المليارات لا نستطيع حصرها وتحديدها؛ لأنها في حالة نمو متسارعة.
إنجازات وتحولات المملكة التي تتفجر ينابيع عطاء وتهب عليها نسائم المعاصرة، لا يعرف عنها من لم ير ولم يسمع ولم يقترب أكثر، لكننا سمعنا ورأينا واقتربنا خلال زيارتنا ضمن وفد إعلامي في إطار التعاون الإعلامي بين وزارتي الإعلام في البلدين، لنكتشف الحقيقة القائمة المدهشة.. ولمزيد من الاطلاع فإن وزارة الإعلام والثقافة بالمملكة وضعت تحت تصرفنا كل الوسائل والإمكانات ضمن برنامج زيارات ولقاءات في كثير من المؤسسات والمنشآت الاقتصادية والعلمية والإعلامية والثقافية وغيرها، فضلاً عن اللقاءات بالشخصيات السياسية والفكرية
...إلخ.
[email protected]

الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي