الوطن المقبرة ...

كتب
الاثنين ، ٣١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٩ صباحاً

بقلم: عز الدين سعيد الاصبحي -

هذه رحلة تستحق ان اكتب عنها طوال اليوم حديث عن حالة التردي في الوطن العربي

سواء تلك الدول التي زارها الربيع العربي او تلك التي ترزح تحت وطأة الخريف

قدر لي ان استمع لشهادات حزينة لشباب تركوا اوطانهم وراحوا يبحثون عن لحظة يسترجعون فيها كرامتهم فإذا بهم يفقدون كل شيء الوطن والكرامة والحياة نفسها !ا

ان المأساة هي باختصار العلاقة بالوطن والاحساس بانه مجرد مقبرة فقط !

لا علاقة لنا بهذه الدول التي نحمل اسمائها وتحملنا على ترابها وتحتضننا بقبورها لا علاقة غير اننا نولد ونموت فيها

ما الذي يدفع بشاب يركب القارب من شمال افريقيا او مصر ويقتحم ظلمات البحار غير ان وطنه ضاق به ولم يعد يمثل له غير قبر !!

لهذا رأى هذا الشاب الي هو عماد الحاضر وكل المستقبل رأى ان الموت في اعماق البحار وان يكون ضحية لعاصفة هوجاء في صحراء غادرة لا ترحم اهون من البقاء في بلده مهانا وذليلا ..

** و من يتابع قصص الشباب العربي والافريقي المهاجر عبر قوارب الموت الى اوربا يدرك اننا لا نمتلك اوطانا بل نمتلك زنزانات كبيرة

ومن يرى اليمنيين في صحراء الربع الخالي وهم يقتلون كمتسللين في صحراء بلادهم التي غدت لغيرهم وصاروا مجرد متسللين مباح دمهم لكلاب الصيد وجنود الحراسة في دول الجوار الشقيقة يدرك ان هذه الارض المقبرة قد جرى فيها قتل كل معنى للوطن رغم ان لها علم ونشيد وقادة تاريخيين يتقاتلون دوما !

** كيف لك ان تصف قصة شباب في اول العمر الجميل وقد غدو مجرد متسللين يعانقون الموت في البحر المتوسط او صحراء الربع الخالي ؟!

كيف لك ان تصف حالة القهر وتختزلها بمقال او فيلم او تقرير حقوقي عن اجمل شباب البلد وهم يفضلون غدر الصحراء وغدر البحر وغدر الحراس القتلة على غدر حلمهم في اوطانهم ؟؟؟!!

أي صرخة نريدها لتصحو فيها هذه الضمائر التي انسد افقها وماتت تحت ركام الزيف وصادرت منا كل شيء واختطفت كل شيء ...الانسان ..والوطن.. والحلم بالتغيير ؟؟؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي