مسيرة الخلود التاريخية

كتب
الخميس ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٣٣ صباحاً

 

 

مسيره الحياة الراجلة التي انطلقت من ساحة الحرية بمحافظة تعز في ??/ ??/ ???? م ونعيش هذه الايام الذكرى الاولى لانطلاق هذه المسيرة معجزة الثورة اليمنية السلميةالتي أبهرت العالم وزادت الثورة احياءاً ووهجا واشتعالاً 

منذو عدة ايام وانا أحاول ان اكتب عنها وتخونني العبارات واتهيب ان امسك بالقلم للكتابة عنها متخوفاً من ان لا تسعفني الجمل والعبارات اللائقة بها وبعظمتها فهي ابتكار ثوري يمني بامتياز لم يسبق له مثيل في عالمنا العربي اجمع ان لم اقل في العالم كله..

     انطلقت من تعز بإرادة فولاذيه لا تلين ولا تعرف المستحيل فرغم الضروف التي كان يعيشها الوطن اثناء انطلاقتها فقد كان الواحد لا يأمن على نفسه وهو في منطقته بين اهله وذويه من طلقات وقذائف الموت التي تصل الى المنازل فضلاً عن الشوارع والأسواق فما بالك بمسيرة تتكون من  عشرات الآلاف  من احرار وحرائر تعز تنطلق عبر عدة محافظات وكان الشباب الثائر يدركون هذه المخاطر التي تحدق بمسيرتهم وما قد يتعرضون له من بطش وقتل اثناء المسيرة ولكنهم عقدوا العزم ان يبلغوا هدفهم مهما كان الثمن من دمائهم وأرواحهم ورفعوا شعارا على بعض لوحاتهم  المرفوعة فوق الرؤوس 

( نبلغ القصد او نموت كراماً ) 

      وكل واحد منهم كتب وصيته واعتبر نفسه مشروع شهيد وأثبتوا ذلك بصمودهم الذي سنراه لاحقاً بثبات سيخلده التاريخ 

وكانت اول المحطات التي وصلوا اليها مدينة القاعدة بمحافظة اب وهنا وجدوا الترحاب والاستقبال الحار والضيافه الكريمة ثم انطلقوا الى مدينة اب الجميلة فكان الاستقبال الرائع بالشموع والحفاوة والإكرام الذي انساهم تعب الطريق ومشاقه فتزودوا طاقةجديدة الى طاقتهم وانضم اليهم مجموعة من اب حيث انطلقوا باليوم الثالي بموكب مهيب كل من يراه يوقن ان شعب بهذه الارادة والتصميم لن يهزم أبدا 

وفي اليوم الثاني عند وصولهم الى مدينه يريم وفي ليلة من ليالي الشتاء شديدة البرودة كان الاستقبال العظيم من قبل احرار وحرائر يريم أنست الشباب العناء الذي كان قد بلغ بهم جراء السير ورفعت درجة الحرارة في نفوسهم مما جعلهم لا يشعرون ببرودة الجو وسط البرع والزغاريد والاستقبال ودموع الفرح  والحفاوة والإكرام التي عكس مدى حب هذه المناطق لكل احرار اليمن وان الحرية تجري في دمائهم لامساومة عليها !    

         فما اعظم هؤلاء الكرام من احرار وحرائر يريم وعندما عزم الضيوف معاودةالمسير صباح اليوم التالي هبت قبائل يريم والمنطقة الوسطى بكل عزة ورجولة وشموخ متوشحين أسلحتهم يرافقون المسيرة ليحموها من اي غادر تسول له نفسه المساس بالثوار وآمنهم وأحاطوا المسيرة من كل جانب ليكونوا لها الدرع الواقي من اي خطر حتى وصلوا الى حدود محافظه ذمار العز والاصالة فوجدوا قبائل ذمار الاحرار يستقبلونهم وهم مستعدون بأسلحتهم ليتسلموا أمانة حمايتهم من احرار يريم والممنطقه الوسطى وكما كان الترحاب في يريم كان كذلك في ذمار من قبل رجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها في جو مهيب يعكس آصاله اليمني الحر وعراقته.

      وبعد الإكرام والقيام بواجب الضيافة أبى اسود ذمار الاحرار الا ان يصاحبوا هذه المسيرة التاريخية لحمايتها من صغار النفوس وعديمي الضمائر وارسلوا رسالتهم الى كل قبائل ذمار ومناطقها معلنين تعهدهم بحماية المسيرة وباعلانهم هذا وتصدرهم للمسير امام المسيرة ادرك المجرمون الذين كانت تحدثهم انفسهم بالشر ان لا مجال لتنفيذ غدرهم لانهم يعلمون بأس هؤلاء الرجال الذي اقسموا على انفسهم ان يحموها بدمائهم وكل ما يملكون حتى وصلت المسيرة بداية نقيل يسلح وجاءت أطقم الامن المركزي التي تعهدت لدى قبائل ذمار انها ستحمي المسيرة فكان ماكان في خدار بلاد الروس والمعاناة التي لاقاها ابطال المسيرة من الحرئر والاحرار في ليلة كانت هي الاسوء في مسيرتهم من برد شديد وجوع وخوف يحدق بهم من كل مكان وما علم هؤلاء المجرمون ان أسود المسيرة قد قتلوا الخوف في انفسهم وهيئوها على تحمل الأسوأ ومن يهئ يتهيأ للجود بنفسه في سبيل هدفه المنشود فكل معاناة أمامه تهون ويراها صغيرة. 

      وفي دار سلم على مشارف امانة العاصمة كانت الجريمهجة النكراء تنتظرهم وأراد المجرمون  حرف مسيرتهم ليتجهوا الى شارع خولان وربما كان مبيت لهم إجراما بعيدا عن الأعين وتمزيقا للمسيرة بإضافة عشرات الكيلو مترات بادخالهم هذا الطريق الدائري البعيد عن الانظار  فإذا دخلوه لن تشعر صنعاء بهذه المسيرة ولن تؤدي رسالتها التي أرادت إيصالها ولكن هيهات لهذه المخططات الشيطانية ان تمر وهؤلاء الأبطال من الرجال والنساء يدركون هدفهم الذين ارخصوا انفسهم في سبيل تحقيقه! فسقط منهم الشهداء والجرحى وتنكر لهم من كان يحميهم من الأطقم العسكرية وغدروا بهم واستخدموا كل آلات البطش والأجرام فما نفع هذا الأجرام لإثنائهم عن غايتهم وعبروا جولة دار سلم مقتحمين الترسانة العسكرية واجسادهم مضرجة بدمائهم وهم يحملون شهدائهم وجرحاهم على أعناقهم وخرجت صنعاء العز والشموخ تستقبل هذه المسيرة التي أحيت الروح الثورية في كل شوارع واحياء مدينة صنعاء التي كانت محرمة على الثوار ففتحها أبطال مسيرة الحياة عنوة وعبروا شارع تعز حتى وصلوا الى باب اليمن ومن ثم شارع الزبيري هذه الشوارع التي كانت محظورة ومحرمة منذ انطلاق الثورة وكان الاستقبال المليوني من احرار وحرائر صنعاء والشعراء يرددون اللحن والحرائر تجلل بزغاريدها وصلت الى صنعاء هذه المسيرةالقادمة من محافظة تعز حاضنة الثورة ورائدة التغيير وقد التحق بها الكثير من احرار اب ويريم والضالع والبيضاء وذمار ورسموا جميعا لوحة وطنية خالدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ يمننا العظيم. 

      هذه المسيرة جسدت الوحدة الوطنية في أوج صورها وأظهرت آصالة هذا الشعب العريق وكشفت زيف ماكان يراد تصويره من مناطقية وطائفية وقروية واثبت احرار وحرائر اليمن انهم جسد واحد وروح واحدة عند الشدائد. 

   وبالامس الاول بثت قناه سهيل الثورة فيلما وثائقيا لهذه المسيرة التي مهما نتحدث عنها فلن نوفيها جزءاً يسيراً مما تستحق ولسان حال كل من لم يشارك فيها كما قال الشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح في وصفه للعبور في حرب أكتوبر?? :

وددت لو كنت يوماً في مواكبهم               او كنت جسرا حينما عبروا 

الدروس العظيمة التي تستفاد من هذه المسيرةالخالدة كثيرة ويجب ان تدرس للأبناء وللأجيال  المتعاقبة ولا اعتقد ان اي حاكم لليمن بعد هذه المسيرة وثبات تلك الجماهير التي نفذتها سيفكر بعد اليوم ان يطغى ويتجبر على هذا الشعب المجاهد العظيم لانه سيعلم سلفا ان نهايته ستكون وخيمة.

       ويكفي ان احد شهداء هذه المسيرة ممن تفطرت اقدامهم بلغ قيمة حذائه ثلاثة ملايين ريالا وكان لي شرف ابتكارالفكرة والتدشين لقيمة هذا الحذاء الطاهر بينما قيمة البلطجي المجرم لاتزيد عن ألفين ريال مقابل مايقوم به في اليوم الواحد من جرم يفقده سعادة الدنيا والاخرة ويقعده في الجحيم. 

فتحية لكل الاحرار والحرائر الذين سطروا لنا تاريخا مجيدا باقدامهم مداده دمائهم الزكية الطاهرة 

وتحيه لكل القبائل الابية من ابناء اليمن في محافظات اب وذمار وصنعاء ولكل الاحراروالحرائر في ربوع الوطن

والخلود والرحمة للشهداء الابرار . 

( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )

* رئيس التكتل الوطني لأعيان تعز الاحرار

الحجر الصحفي في زمن الحوثي