الموديل اليمني والموديل السوري

كتب
السبت ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٠٧ صباحاً

 

 

إذا استمر التباعد الأمريكي ـ الروسي في الرؤية تجاه المسألة السورية، فإن سيناريوهات داخلية ستفرض نفسها بالتراتب مع العد التنازلي الظاهر، وهذه السيناريوهات تؤدي بجملتها إلى نهاية النظام، ولكن بكيفية غير مُشرفة. والخيارات الماثلة أمام النظام تتلخص في احتمالات متعددة نعرض اليوم لواحدة منها، وهي أن تتم التسوية السياسية بضغط دولي يؤدي إلى نموذج قد يكون مُشابهاً للموديل اليمني .. لكنني أستبعد ذلك، لأن الموديل اليمني في انتقال السلطة سبقته مقدمات تتصل بالخصوصية اليمنية، فقد كانت مقدمات التسوية اليمنية, غير المكتملة حتى الآن، نابعة من انشقاق أساسي في مؤسستي الجيش والحزب الحاكم، بل في رموز الدولة المحسوبين على الحزب الحاكم، بالإضافة إلى فشل النظام في السيطرة على العاصمة صنعاء ذاتها، مما جعل قبول المبادرة الخليجية خياراً لا مفر منه أمام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن معه، وخاصة في اللحظة التي أدركوا فيها أن مجلس الأمن الدولي بصدد اتخاذ قرارات حاسمة، تأييداً للمبادرة الخليجية، وتفعيلاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبموافقة روسية ـ صينية ناجزة. 

في الحالة السورية استبعد مثل هذا السيناريو بعد أن تجاوز العنف كل الاحتمالات، وأصبحت سوريا تئن تحت وطأة القذائف والقتل اليومي المجاني، ولم يعد أمام المحايدين من عامة الناس سوى الانخراط في متاهة الحرب القائمة، انتصاراً لمجرد وجودهم الفيزيائي، ناهيك عن الكرامة والشعور بالقهر. 

اليمن وسوريا نموذجان متفارقان في جوانب عدة، وما جرى بالأمس من تسوية سياسية في اليمن لا تنطبق على الحالة السورية، لأسباب داخلية تخص البلدين من جهة، ولعدم وجود إجماع اقليمي ودولي من جهة أُخرى.  

[email protected] 

الجمهورية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي