قيادات الثورة السلمية والحالة التي وصلنا اليها

كتب
الجمعة ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٢٨ صباحاً

 

 

‏الثوره السلميه اليمنية من اعظم وأنبل الثورات العربية بل والعالمية فقد نهض الشعب رجاله ونسائه شبابه وشيوخه وانتفضوا انتفاضة واحدة امام جبروت المستبدين وترسانتهم المسلحة بمختلف أنواعها التي كدسها عبر عشرات السنين استعدادا لمثل هذا اليوم لمواجهة الشعب به ولكن إرادة هذا الشعب العظيم واجهت كل ذلك بصدور عارية وإيمان لا يتزعزع فسقط منهم الشهداء تلو الشهداء وسالت الدماء وهم يواجهون كل ذلك بصبر وثبات ورباطة جأش واثقين ان النصر في النهائي سيكون لإرادة الشعب!

راهن النظام على عامل الوقت مستخدما المراوغات تلو المراوغات مع قسوة في التعامل مع المعتصمين ظنا منه ان ذلك كفيل بإنهاء ثورتهم وكان يعتقد انها زوبعة فنجان  ولان الارادة كانت صادقة فقد كان عامل الوقت بدلا من ان يفت بعضدهم ويضعفهم كما كان يظن النظام فقد كانت المفاجآة ان طول الزمن يزيد الثورة وهجا والثوار إصرارا وجاءت المبادرة الخليجية بتعديلاتها المتعاقبة والبعض يعتقد ان هذه المبادرة كان الهدف منها كسب الوقت للقضاء على الثوره وبتواطؤ متعمد من بعض أطرافها ولكن صمود الشعب والتضحيات التي كان يقدمها ببسالة وصدق وإصرار جعل هذه المبادرة تتحول الى حقيقة على الواقع واجبة التنفيذ فتم التوقيع عليها ثم تم انتخاب هادي رئيساً توافقيا للدولة وكانت المفاجأة أيضاً ذلك الاقبال الشديد من قبل كل فئات المجتمع للتصويت لهادي تأكيدا على رغبة الشعب في التغيير رغم الضرف الامني الذي تزامن مع الانتخابات فقد حصل مايقارب السبعة ملايين صوت لم يسبق لأي مرشحين سابقين للرئاسة مجتمعين ان حصلوا على هذا العدد من المصوتين وكان ذلك ليس حبا في هادي بقدر ماهو حب في التغيير واستفتاء عليه وها نحن اليوم نعيش مرحلة جديدة لرئيس جديد امًل الشعب عليه وعلى قيادات اللقاء المشترك كثيرا واذا بالأيام تمر والخدمات تزداد سوءاً والجيش لازال منقسم والوضع الامني سيئاً والفاسدين لا زالوا يحكمونا  بل ازدادوا طمأنينة  و وزراء الثورة في حكومة الوفاق اغلبهم تطبعوا مع الوضع القائم ونسوا ان إرادة الشعب هي التي أوصلتهم الى هذه المواقع مع احترامي لجهود البعض منهم ويحلوا احياناً لبعض مسئولي الدولة ان يصرحوا ان الوضع الامني الآن أحسن حالاً مما كان عليه الحال اثناء توليهم المسئولية ونسوا ان تلك الفتره كانت فترة ثورة ومواجهات وشئ طبيعي ان يكون الوضع حالياً أحسن حالاً من ذلك الوقت ولكن هل هذا الحال في الامن بعد قرابة عام من تشكيل حكومة الوفاق وانتخاب رئيس جديد هو الوضع الذي ينبغي ان يكون؟  فالتقطعات يومية والاغتيالات مستمرة في كل المدن وأبراج الكهرباء تضرب يوميا وأنابيب البترول تخرب ولا يسمح باعادة إصلاحها الا بصعوبة بالغة والوضع العام في البلد مهدد بالانفجار في أي لحظة ليصبح أسوء مما كان عليه و لاندري لماذا الرضى بهذا الوضع من قبل الثوار الموقعين على المبادرة الخليجية؟ صحيح ان هناك اجماع شعبي وإقليمي ودولي على ضرورة انتقال السلطة هذا ما نسمعه من كل الأطراف المشرفة على المبادرة ولكن الواقع لا يسير وفقاً لتلك الأقوال والتصريحات فهل هناك امر يحاك للبلد والشعب لا يدري؟  خاصة ان المبادرة لم تطبق بحسب ترتيب بنودها وهل وصلت القيادات الثورية الى قناعة ان ليس بالإمكان أحسن مما كان؟! وكأنه لم يبقى امامنا الا ان نتفق على نسب التمثيل في مؤتمر الحوار وما عداه فهو على مايرام ان كان ذلك  كذلك فهي والله مقامرة بالوطن وامنه ووحدته و خيانة للأرواح  التي أزهقت والدماء التي سالت اقول ذلك بمرارة وانا اقدر هذه القيادات ومواقفها الثورية وما تحلت به من حكمة أثناءالزخم الثوري ولكن ما اكتبه هو انعكاس لمشاعر الكثير من فئات الشعب الذين نلتقي. بهم صباحاً ومساء ويدور الحديث معهم ويتكلمون بمرارة عن ما وصلنا اليه ولان الكثير منهم لا يستطيعون ان يسمعوا أصواتهم لهذه القيادات فأحببت ان اكتب اليوم بنبض الشارع والمعذرة للجميع فكلمه الحق علمتنا الثوره ان لا نكتمها مهما كانت مرة.

 ورغم كل الآلام ومحاولة الذين لم يستوعبوا الدرس من عناصر النظام السابق ايقاف عجلة التغيير إلا اننا واثقون ان اشراقة صبح جديد قد لاحت بالأفق ولن تستطيع اي قوة ايقاف قدوم هذا الفجر المنير فانهضوا أيها القادة الكرام ووحدوا الكلمة واكملوا قيادة ما تبقى من المشوار لتنالوا شرف قيادة التغيير (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم)

 نسأل الله ان يخرج بلادنا الى بر الامان ويحفظها من كل سوء ومكروه

رئيس كتلة تضامن الاحرار بمجلس النواب

                                                                   

الحجر الصحفي في زمن الحوثي