إعترافات خجولة!!!

كتب
الثلاثاء ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً

 

 بقلم / أفراح الأكحلي

 وطن ملئ بالتناقضات .. ملئ بالمصالح .. ملئ بالفساد ..

سمعنا عن قيادات وشخصيات تكني نفسها بالثورية ،شعارات وتحديات تتوعد بالتخلص من الفساد، لكنها إلى الآن لا تزال تختبئ خجلة من المصالح التي تملى عليها، كانت أعذارهم أنهم غير قادرين على فعل شيء،وعندما تمكنوا ووصلوا .. اعتذروا بعبارات خيبة أمل، أو بعبارات وعود لم ترى النور إلى الآن ؟!

وحينما تجرأنا في السابق .. معلنين ثورتنا لتغيير، تفجرت ينابيع الخذلان .. فقلنا سنواجهها ونردمها ،اعترضتنا قوى مختلفة تكيد وتتآمر، واجهناها ومازلنا ،لأجل مواصلة هدفنا، فسقط الشهداء، وعاهدناهم أن نمضي على دربهم ولكن انشغلنا بالكثير من المصالح ، فلنعترف بذلك! .. لقد تناسيناهم ولا نعلم عن حال أسرهم الذين تشردوا منهم الكثير ؟!

جرحى تعفنت جرحاهم التي هي وسام شرف للجميع ،لأننا أعطينا الأولوية لمهام المرحلة "الحوار الوطني" وتقاسم المناصب، فلنعترف ..الكثير منا خذلهم، متحججين بأنه ليس من مسؤوليتهم،وان كانوا قادرين في لحظات عمل الكثير لأجلهم إلا أنهم خذلوهم.

معتقلين ومخفيين قسريا بالمئات وربما أكثر، يذوقون أقسى أنواع العذاب .. اعترف الكثير منا بذلك بخجل .. لا نملك لهم شي ؟!

مهجري الجعاشن وعدناهم بان هذه الثورة التي أشعلوها ستحقق لهم مطالبهم، فعترف الكثير لهم بان قضيتكم الأن اصبحت مرهونة بقضية كل الوطن ولن تنحل الا بالحرب والتضحية او الصبر معا، الكثير منا لا يعلم أن أطفالهم ظلوا خلال عامين دون تعليم !

عبد الإله حيدر سجين الكلمة الحرة .. اعترف الكثير ان قضيته قضية إرهاب مع السيدة أمريكا ومصالحنا ما زالت معها فلن نستطيع عمل شي ولو بالمطالبة بالإفراج عنه ومناصرته ،فليتحمل خطئه المقصود او الغير مقصود !!

ومع اعترافات الكثير ان الدولة مازالت ليست دولة قائلين " لا تحسبونا عن المواضيع الطبيعية في ظل الوضع الغير الطبيعي " 

فالقضاء فاسد يعبث كما يشاء وارواح تزهق .. وتغيب العدالة ؟ّ!

الفساد في أجهزة الدولة من الأعلى الى الأسفل " جهاز الرقابة .. النقابات .. الاتحادات .. الأمن ،بدأت الإصلاحات في فترة ثورة المؤسسات لكنها لم ترق لهم ووئدت،الفقر يتزايد .. والأمراض تنشر .. ومازالت الاعترافات تتوالى ؟!نحن في وضع غر طبيعي .. فالصبر الصبر !! 

فمن يتحمل إذا في ظل هذه الاعترافات الإعداد لدولة ، قد تكون في ادني حد من وضع شبه طبيعي !!

هل الشباب .. الذين اراؤهم وكفآئتهم تذهل الجميع إلا أنها أيضا لا ترى النور، فماذا انتم صانعون يا معشر الشباب ؟

وللأسف اعترف الشباب ، عذرا ما زلنا في طور تكوين رؤية موحده، نحن حاليا نتنافس من منا الأفضل الذي سيحضى بمركز قيادي أو مركز ..

نحن نتنافس عن إخراج ما في الأحزاب من زلات لسقوطها !!

وهنا يستحضرني قول الله تعالى " إن الله لايغير مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " 

واثقة من أن نظر كلا منا للتغيير الذاتي في نفسه، سينفض عنا غبار المرحلة في التخبط الذي لا نملك أمامه سوى الاعترافات والتأسف !! لنتحرر حينها من الأقوال إلى الأفعال ، لتنهض يمننا باستمرار ثورتنا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي