احمد علي عبدالله صالح رئيسا لليمن عام 2014م..!!

كتب
الخميس ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٣٦ صباحاً

في ظل انشغال الرئيس هادي واللقاء المشترك بترتيب أوضاعهم ..احمد علي عبدالله صالح رئيسا لليمن عام 2014م..!!

كتب - محمد الخامري

أعتقد ان الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد هذه الايام، والمقرر ان تنتهي في 21 فبراير العام بعد القادم 2014م بانتخابات برلمانية، يتبعها رئاسية، او ربما تكون انتخابات واحدة "رئاسية برلمانية"، والتي ستقرر تحديد شكل النظام القادم "رئاسي، برلماني، مختلط، مجلس رئاسة"، والمُقرر ان يُحدد من قبل الاطراف السياسية التي ستشارك في جلسات الحوار الوطني الشامل المقرر انعقاده خلال الايام القليلة القادمة بتمثيل كافة اطياف المجتمع وشرائحهم المختلفة.

 

أعتقد ان هذه المرحلة تعد اهم المراحل السياسية التي تمر بها البلاد في تاريخها الحاضر، والتي على ضوئها سيتم رسم ملامح المستقبل المنشود لليمن الجديد، ويُمكن ان نطلق عليها فترة الدعاية الانتخابية للشخصيات والقوى السياسية الموجودة على الساحة، سواءً تلك التي في الحكم؛ او التي في المعارضة، كالاحزاب الجديدة تحت التأسيس، او حتى الجماعات التي تفضل البقاء في المساحة الرمادية، والتي تعمل على ممارسة الابتزاز السياسي للقوى الاخرى، كالحوثيين والاصلاحيين تحديدا، فهما يحكمان ويعارضان في نفس الوقت؛ من خلال التصعيد الاعلامي ضد بعضهما البعض، والممارسات السياسية واستعراض العضلات في تجييش أنصارهما للتظاهرات والمسيرات والفعاليات المختلفة.

 

وهذه الفترة التي لابد لكل الاطراف السياسية والقوى والفعاليات الراغبة في ان يكون لها موطئ قدم في المستقبل ان تعمل على تحسين صورتها وتجويد ادائها وان تكون ممارساتها السياسية محسوبة العواقب قبل الإقدام عليها لأنها ستحسب لها او عليها، وعلى ضوئها سيقتنع بها اليمنيين ويختارها في الانتخابات القادمة او سيرفضها ويلفظها من الانتخابات وربما من المعادلة السياسية برمتها..

 

من هذا المنطلق وبشفافية مطلقة، أرى ان الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اتضح جليا انه يعمل على إنشاء قوة عسكرية ثالثة موازية لقوة اللواء علي محسن الاحمر؛ وقوة العميد احمد علي عبدالله صالح، ويعمل على تعيين كم كبير من الكوادر القيادية والوسطية المحسوبة عليه سياسيا من الزمرة، ومناطقيا من ابين!!، اضافة الى بعض الممارسات التي يمارسها أبناؤه وبعض المقربين منه ومنهم..، أرى ان هذا كله يصب في خدمة طرف سياسي عنيد لم يعترف الى اليوم بالهزيمة، ولم يُقر بأنه أصبح خارج اللعبة السياسية، ولم يستسلم للارادة الشعبية التي هي من إرادة الله الذي انتزع منه ومن أسرته الحكم، فهو يعمل ليل نهار وبمختلف الاساليب السياسية والاعلامية والاجتماعية للاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة وترشيح نجله العميد احمد علي عبدالله صالح ليكون رئيسا لليمن عام 2014م، وهو طموح مشروع سياسياً، وقد يكون مدعاة للعجب من هذه العقلية وقوة الإرادة لدى هذا الرجل..!!

 

وبالمثل يعمل اللقاء المشترك، المشغول منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني أواخر العام الماضي بالتوظيفات والتعيينات وتقاسم المناصب القيادية والوسطية وصولاً الى الدرجات الوظيفية الصغيرة على مستوى الموظفين في القطاع العام مثل مدراء المدارس والمدرسين الذين شهدوا حركة تنقلات نشطة لم يشهدوها منذ العام 1990م، وتم مناقلتهم بين المدارس والمديريات والمحافظات؛ نظراً للهوى السياسي وخدمةً له، وليس المصلحة العامة التي يجب ان تكون محور حركتنا في هذه المرحلة "مرحلة مابعد الثورة"!!.

 

هذه الممارسات غير المدروسة؛ سواءً تلك الصادرة عن الرئيس عبدربه منصور هادي او ابنائه او المقربين منهم، او من قادة اللقاء المشترك، او من قيادة واعضاء حكومة الوفاق الوطني، كلها بلا شك أوجدت شرخاً كبيراً بين قيادة البلاد اليوم ممثلة بالرئيس هادي وقيادة اللقاء المشترك، وبين بقية المواطنين غير المنتمين للأحزاب وهم كُثُر، وأوجدت احتقانا كبيرا وحنقا عليهم وبُغضا لممارساتهم من هؤلاء المواطنين، أو من أولئك الذين تم استهدافهم لانهم من المؤتمر الشعبي العام أو من انصار الرئيس السابق وهم كُثر أيضا..!!

 

هؤلاء جميعا يجب ان نفكر بهم من عدة زوايا هامة فهم يمنيين أولا عليهم واجبات؛ ولهم حقوق يجب ان يأخذوها من هذا الوطن، فلديهم أسر وعائلات، وهم من رعايا الحُكام الجدد ولايمكن التفريط بهم..

 

وحتى لانتحدث عن عواطف او قيم او اخلاق يجب ان تراعى من قبل الحكام الجديد اليوم، فإننا يمكن ان نتحدث بمنطق الابتزاز السياسي، فهم قبل ان نفكر بهم من الزاوية القيمية الايجابية، يمكن ان نقول انهم يشكلون قوة انتخابية كبيرة، واستعداءهم بهذه الطريقة من قبل الرئيس هادي واللقاء المشترك يثير لديهم تصميما على تشكيل حاجز منيع ضد وصول هادي او من يدعمه للانتخابات القادمة او اللقاء المشترك وممثليه الى البرلمان او الرئاسة، لانهم اصبحوا مجربين، وتجريب المجرب خطأ، أما العميد احمد علي عبدالله صالح فهو إضافة الى كاريزما والده وشعبيته لدى بعض الوجاهات؛ فهو غير مجرب ولم يتم اختباره في اي مناصب تنفيذية سابقة، وبالتالي مالمانع ان نعطيه اصواتنا لأربع او خمس سنوات قادمة..!!

 

مادعاني لكتابة هذه الاسطر، هو كم الهائل من الشكاوى التي تصلني على المستوى الشخصي، او على مستوى الوساطات التي تريد ان تدرج اسمائها ضمن قوام هذا الحزب او ذاك لكي تنال حظها من الترقية ومن التنقلات، وحظها من التفرغ بأسماء واعذار ماانزل الله بها من سلطان..

 

لقد أصبحت بعض القوى السياسية تتلبس بلباس النظام السابق وترتدي بُردة المؤتمر الشعبي العام، بل واصبح بعض قاداتها يلبسون كوت ونظارة علي عبدالله صالح ويمشون على نفس الطريق الذي اودى به؛ في عدم احترام القوانين والعبث بالانظمة واللوائح والتوظيف والفصل وكل الممارسات التي كانوا يشكون منها الى وقت قريب، وكأن الثورة قامت فقط لازاحة علي صالح ومنحهم صلاحياته وممارساته التي كان يمارسها عليهم..!!

 

علي قيادة البلاد الحالية ممثلة بالرئيس هادي واللقاء المشترك ان يعوا انهم في فترة انتقالية محددة بسنتين فقط، وانها فترة اختبار حقيقي لسلوكهم وممارساتهم، إن احسنوا؛ كافأهم الشعب واحسن اليهم واعاد ثقته بهم في الانتخابات القادمة، وان أساؤوا فان مصيرهم كمصير من سبقهم من الفاسدين والأغبياء..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي