عزيزي شوقي أحمد هائل

كتب
الاربعاء ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٥٣ صباحاً

كتب - د/ مروان الغفوري 

أشعر بالخجل العميق أمام نفسي. كنت صفقت لاختيارك أكثر من عشرين مرّة. لوهلة تخيلتك اليسوع الذي انتظرته "مدينة على تل، لا يخبو نورها أبداً" ..

ولم يمض وقت طويل قبل أن أتأكد أنك آخر شخص يمكن لتعز أن تنتظره.

باستطاعتي أن أدافع عن هذا الموقف في عشرة ألف سطراً. لن أفعل ذلك لأن الصحف اليمنية، الكرخانات العامة والخاصة، ستتحاشى نشر ما سأكتبه. كنتُ قبل نصف عام قد حصلت على نسخة من خطة عمل "المجموعة" لدعم المحافظ. في الفصل المحدد لترويض الإعلام قالت الخطة إنها ستوسع من العطايا والامتيازات للصحفيين، بما في ذلك إكراميات الأعياد ورمضان. كانت الخطة قد أشارت إلى ترتيبات خاصة تجري صياغها فيما يخص الطريقة المناسبة لـ"إكرام" الصحفيين الكبار في البلد.

قبل عام قال لي صديق صحفي إنه نشر مقالة في صحيفة يمنية. في مقالته أشار إلى حميد الأحمر. قال: صباح اليوم التالي وجدت أن كلمة حميد كانت قد سبقت بكلمة "شيخ" على امتداد المقالة. 

حميد يروض نصف الأرض، ولكم نصفها يا شوقي، ولكن "قريشاً" قوم يعتدون..

تأمر غلمانك وعبيدك، أيها النخاس الكبير، أن يكتبوا على شوارع مدينتنا: أنا شوقي، أنت من؟ يتورط في هذه العبودية الطوعية فنان المدينة الأشهر "شكري"..

أنت لا تؤلف الكتب، ولا تكتب المسرحيات العملاقة، ولا تشتغل على ظواهر ما بعد الحداثة، لا تعمل في أبحاث الخلايا الجذعية، ولم يسبق أن علقت على قوانين الديناميكا الحرارية، لم تقم بدراسة مذهلة حول الدعامات التاجية الدوائية، لم تحرز هدفاً في مرمى أوليفر كان، لم تمنحك مونتغمري وسام الشجاعة .. أبسط من ذلك: معندكش فكرة كيف ينصبوا الويندوز..

هذا أنت، باختصار مذل. للأسف..

ويا ليت تستحي شوية وتخجل وتروح في ستين داهية.. 

أقصد تستحي من الناس، مش من نفسك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي