"الـغـدير"؛يُتمتم,يُتعتِع,يصرخ: حقـنا

كتب
الأحد ، ١١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٢٤ صباحاً


بقلم: فائز الصلوي -
معضلة الحوثي جدية فعلاً, وتسبب هوة بين اليمنيين وبينه, في مناسبة "الغدير" المدللة؛ الحوثي يُتمتم, يُتعتع, ثم يصرخ بلغته في وجوهنا, معبراً عن غضبه واستياءه: "لقد اقترفتم إثماً عظيماً وعليكم التكفير عنه", طقسه الديني هذا دائماً ما يسبب له رهاب الاحتجاز في الماضي البعيد.
حسبما يبدو فإن ذاكرة الحوثي قد خانته لبعض الوقت؛ أليس هذا ما سعت الثورة لوأده؟! خُيل له بادئ الأمر أن الطريق سالكة أمام بلوغ مآربه, وهذا تناقض؛ ما المغزى من الثورة إذن؟!
لايمكن لجماعة الحوثي أن تفكر أو تفعل شيئاً صائباً, بدون أن تغير من سلوكها ومن موقفها تجاه جوهر ما يُبطنه "الغدير" وما يرمي إليه, لأن هذا الأمل ضعيف جداً, ويعكس شريحة أخرى من الأنانية و عدم الواقعية في شطيرة أمانيها, فلا مجال أبداً لتحقيق هذا الأمل في آية حال.
هذا دليل على قلة الاحترام لنا, وتأكيد إضافي على أن ما ضحت الثورة من أجله كان بدون مقابل؛ لكن أياً كان, يفترض ألا تعيق بعض الممازحات الخفيفة كهذه سُبل عيشنا الطبيعية.
من أين أتاكم الإلهام لتأملوا ذلك؟! بلدنا عتيق ومتعب, وكل شئ فيه يُرى من خارج الحدود, ولم نجرب أبداً أن نتخطى هذه الحدود, ربما لهذا السبب ثوراتنا اليمنية فاشلة جداً, أخذت المطامح الحوثية الخفية تساير الثورة وهي تنظر إلى غطرسة وصلف الإصلاح في الساحات لحظة بلحظة, كانت ابتساماتها الواثقة تلتمع قائلة: "حقنا..للجيب".
يستحيل على جماعة الحوثي إنكار, تغيير, ما كانت عليه, وما ترده الآن, أعلم تماماً, كغيري, ما يعنيه الإبتهاج ب"الغدير", ولكنني أريد توضيحاً آخر: هل كانت علاقة الحوثي ب"صالح" عابرة وفي أثناء الثورة انتهت؟!
بروز فكرة خرقاء كهذه تُبقي ذيل "اليمن" منحشراً في شق, إنها يافعة جداً لتبدأ من جديد, ومن صنف الأفكار المتناغمة والمتحدة مع نفسها, والمتعارضة مع الكون بأكمله, الحوثي بتجاوزاته مرتاح البال, تصرفاته خبيثة, وتحركاته مخيفة وتدبـر مؤامرة.
يقف نعوم تشومسكي وتوماس فريدمان خصمين على طرفي نقيض, وبالرغم من أن مغالطات الثاني تفوق عدد كلماته, وأحياناً أحرفه, في المقال الواحد؛ لكنه أسدى ل"الربيع العربي" أخلص نصيحة من كاتب أمريكي ديانته اليهودية, حين تسأل: " مع سقوط الحكام المستبدين تحاول الأحزاب الإسلامية ملئ هذه الفجوة, من سيخبر الشعب بأن الإسلام ليس الحل للتنمية العربية اليوم, وذلك رغم أن الدين الإسلامي دين عظيم ومعتقد رائع, بل الرياضيات هي الحل".
طبعاً, ما يقوله فريدمان تفعل السياسة الخارجية لأمريكا عكسه, وهنا يأتي دور الإنسان تشومسكي فاضحاً ذلك, حين يتحدث عن إستراتيجية "إستحسان الرداءة": تشجيع الشعب على أن يجد أنه من "الرائع" أن يكون غبياً, همجياً, وجاهلاً.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي