الحمدي حلم يصُر اليمنيين على اكتماله

كتب
الجمعة ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٥٢ صباحاً

بقلم / محمد يحي جهلان

يظل الشهيد الحمدي العلامة الفارقة والمضيئة في تاريخ اليمن المعاصر والتي لازالت تتعمق يوما عن آخر في ذهنية الأجيال اليمنية الحديثة عوضا عن القديمة التي عاشت تلك الفترة.  فقد مثل حكم الحمدي  نقطة تحول للتاريخ اليمني  الممتد منذ بدء ثورة سبتمبر كنموذج جديد في الحكم استطاع جعل الفرد اليمني بكل مكوناته المعقدة من قبائل وعمال ومراكز قوى إلى شريك رئيس في عملية بناء الدولة الحديثة .

فكانت فتره حكم الحمدي المرحلة الحقيقية لإنعاش وتجسيد مبادئ وأهداف  ثورة سبتمبر فكانت أحلام اليمنيين  تتحقق أمام ناظريهم .

امتلك الفرد اليمني من خلال الحمدي ومبادئه الجديدة التي جاء بها آنذاك حق الحلم وحق المقارنة فغُرس الأمل والحلم لدى الفرد البسيط قبل أصحاب القرار والساسة بإمكانية بناء وطن متقدم قائم على العدل والمساواة يستطيع توفير الحياة الرغيدة لأبنائه ..وامتلك الناس أيضا حق المقارنة بين بلادهم وبلدان أخرى كانت على مسافات بعيدة منهم بل وصل الاستعداد إلى المضي قدما للتفوق عليها في وقت كانت تلك الأمور حقوق محرمة باعتبار ذيل القائمة هي المكان الوحيد لليمن حكومة وشعبا  .

قد يعتبر البعض انجرار اليمنيين إلى الحمدي حنين إلى ماضي مبالغ فيه لكن من يقوم بقراءة حقيقة وبسيطة لتلك المرحلة سيجد أن ذلك الانجرار ليس عبطا باعتبار أن الشهيد الحمدي هو الزعيم الوحيد الذي أنصف اليمنيين ولازال يعيش معهم بانجازاته حتى اللحظة  .

فالحمدي كان الوحيد الذي استطاع تغيير الصورة النمطية  لدى الأخر وبل لدى اليمنيين أنفسهم عن الشخصية اليمنية وإمكاناتها والتزامها بالقوانين والأنظمة حين ترى قدوة أمامها وتطبيق للقانون والجزاء  والعقوبة على وجه التحديد رجال القبائل التي الذين تخلوا أسلحتهم طواعية واتجهوا إلى العمل والبناء بعكس ما كان يصور عن صعوبة ترويض القبائل كقوة فاعلة لبناء المجتمع أو إمكانية قبولهم  بفكرة قيام الدولة  وتلك حقيقة لازالت حُجة ودرس لأي نظام قادم .

أهم من ذلك أن الحمدي استطاع في فترة وجيزة استخراج حب اليمنيين لبلدهم فكان الولاء الكامل للوطن دون النظر إلى القبلية أو الأسرة أو المذهب فتغلب  بذلك على التبعية العمياء السائدة آنذاك لمراكز القوى  واستطاع بعد ذلك تطبيق خططه الإستراتيجية الاقتصادية والتنموية التي لازلنا نعيش أثارها .

من  ينظر أيضا إلى الفكر الاقتصادي والتنموي وصولا إلى الثقافي للحمدي سيجد أن الرجل كان يحمل استراتيجيات بعيدة المدى في البناء والتقدم فلو نظرنا على سبيل المثال لا الحصر مجموع المساحات من الأراضي التي حجزها الشهيد الحمدي لبناء مؤسسات الدولة لأدركنا البُعد الاستراتيجي  فمساحة جامعة صنعاء أو الكلية الحربية أو الحدائق لم يتم استغلال النصف منها بعد كل هذه السنين والتوسع العمراني .

كل تلك العوامل وأخرى كثيرة جعلت من الحمدي  حُلم وليس رئيس بالنسبة لليمنيين فكان اغتياله الغادر اغتيال لذلك الحلم الذي يصر اليمنيين على الاستيقاظ منه حتى يكتمل

الحجر الصحفي في زمن الحوثي