تعـز مدنية وليست حوثية

كتب
الخميس ، ١٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٣٨ مساءً
بقلم / وضاح اليمن عبدالقادر
بقلم / وضاح اليمن عبدالقادر
أضحك كثيرا حين اسمع عن تعز وأنها صارت إقطاعية حوثية ليس انتقاصا ً من الحوثيين ولكن لأن تعز هي حاملة للمشروع المدني الحقيقي بعيدا عن طل الأطر الضيقة أو أي صراعات مذهبية أو طائفية ضيقة وإن كان هناك استيعاب من أبناء تعز للحوثيين فهوا استيعاب شراكة وطنية واسعة واستيعاب تطويري يسعى إلى ذوبان كل المشاريع الدينية والمذهبية في إطار مشروع الدولة المدنية القائمة على المواطنة المتساوية ، والرافضة كل الرفض لكل المشاريع المذهبية والجهوية الضيقة التي لا تتناسب مع تعز الفكر والثقافة . والحوثيين شركاء في الثورة وجسدوا سلوكا مدنيا وحضاريا في ساحات الثورة ولا يحق لأي قوة كانت أن تقصيهم من ساحات العمل الثوري وهم يعلمون اليوم كل العلم أن خيار الدولة المدنية هو الخيار الوحيد الذي يضمن حرية الفكر والمعتقد بعيدا عن أي مضايقات أو إقصاء أو تهميش وليس من مصلحتهم اليوم أن يتخندقوا خلف أي دعوة مذهبية ضيقة ومن بدأت تتجسد خيار الدولة المدنية لديهم مبدأ الشراكة الوطنية مع كل القوى الأخرى . وما يروج له اليوم إعلام بعض القوى المحسوبة على الثورة لحصر تعز في وحشرها في زاوية ضيقة تارة بكونها حوثية وتارة بكونها حراكية وتارة بكون رموز ثورتها الشبابية كفار وتارة عملاء لإيران هو محاولة بائسة لإخراج تعز من معادلة الفعل الثوري والزج بها في إطار صراعات ضيقة تقصيها من ساحة الفعل الثوري ليمرر المشروع التأمري لضرب الثورة واعادة استنساخ النظام "الحاشدي" مرة أخرى . تعز وحدها القادرة على قلب الطاولة ومعادلة الموازيين السياسية على كل من يعتقدون أن أبناؤها مجرد مطية لأفراد وقوى للوصول إلى السلطة ومصادرة ثورة الشعب اليمني وأبناؤها هم رواد التحديث والحاملين للمشروع المدني منذ القدم سواء في بناء دولة المؤسسات في الجنوب أو دولة الحكم المحلي في الشمال في عهد الحمدي ، تعز قدمت كل التضحيات والتنازلات ، وغير مستعدة أن يستمر الوضع على ما هو عليه اليوم وحان لتعز اليوم أن تأخذ حقها وبعدها الحقيقي في إطار المشروع الفيدرالي القادم كاستحقاق دستوري وطلب شرعي بعيدا كل البعد عن ما ستواجهه من اتهامات بالمناطقية كونها قد أثبتت عبر كل المراحل التاريخية أنها بحجم وطن وتساقط أبناءها وشهداءها في كل ساحات الحرية وميادين التغيير وهي مؤهلة اليوم تاريخيا وسياسيا وجغرافيا واقتصاديا واجتماعيا لتتبوأ مكانها الطبيعي ولا بد لتعز اليوم أن تكون " فيدرالية تـعـــز " .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي