نائب الرئيس من يكون؟

كتب
الجمعة ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:١٤ صباحاً

بقلم/ أحمد غراب 

الإخوان سينافسون بشدة في الانتخابات الرئاسية القادمة، لا أقول للفوز بالرئاسة بل بمنصب نائب الرئيس. 

 هل اليمن في وضع من الاستقرار يسمح لها بالاستمرار في عدم شغل منصب نائب الرئيس؟ 

على مدى عقود كان منصب نائب الرئيس على المستوى العربي أشبه بالمنصب الفخري، الرئيس أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً، أما النائب فهو موجود لتطمين الغرب خصوصاً على أن الديمقراطية العربية بخير ولو لم تكن كذلك، لكن تقلب الأوضاع الذي شهدته المنطقة العربية مؤخراً كان له الأثر في تفعيل هذا منصب النائب ديمقراطياً، وانتقاله من الدور الشكلي الهامشي البروتوكولي إلى الدور المنوط به دستورياً (نائب بحق وحقيقي). 

في اليمن التنافس الحاد بين القطبين اللذين تقاسمها الحكومة جعل من الصعوبة تعيين نائب للرئيس، فهذا المنصب شكل مبعث قلق وحساسية لكل طرف، وجرت المبادرة الخليجية في هذا السياق «رئيس بلا نائب»، خصوصاً في ظل الإجماع الذي حظي به الرئيس عبدربه منصور هادي من جميع الأطراف، ومع تردي الوضع الأمني الذي شهدته البلاد بدأت تلوح على الأذهان تشبيهات عجيبة تارة تتخيل اليمن طائرة فيها طيار، ماذا لو حدث للطيار شيء - لا سمح الله - هل تسقط الطائرة خصوصاً وأنه لايوجد هناك أية آلية للتغطية، ووجدنا أنفسنا نعود بلا شعور إلى نظرية ستر الباري التي تمشي بها كل الأمور في هذا البلد سياسية كانت أو اقتصادية أو معيشية. 

الرئيس عبدربه بحسب رؤية الكثيرين كان أنسب من أمسك البلاد في هذه الفترة العصيبة، وعبوره بالبلد إلى الانتخابات الرئاسية يمثل إنجازاً تاريخياً له، لكن التحديات أكبر من انتخابات رئاسية أصبحت قاب قوسين أو أدنى، فهناك حوار شعاره: «يا قافلة عاد المراحل طوال»، حتى اللحظة يبدو لي هذا الحوار متناسباً مع بلد يعيش في حالة «قيلولة»، وليس بلداً كاليمن يعيش في حالة «غيبوبة»، وباعتقادي فإن التهيئة للحوار يجب أن تركز على تقديم براهين واقعية للشارع على جدية مرحلة الانتقال التي تمر بها البلاد، وأقصد هنا رد الحقوق إلى أصحابها وإعادة النازحين إلى منازلهم ومعرفة رؤية الشارع للأطراف غير المشاركة في الحوار ؛ لأن إقصاء هذا الطرف أو ذاك سيمثل إقصاءً لأتباع هذه الأطراف من الناس، وبالتالي فالتفاعل الجماهيري لن يكون بالمستوى المطلوب لنجاحه. 

عودة إلى موضوع النائب يخيل إلي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية أن الإخوان سينافسون بشدة في الانتخابات الرئاسية القادمة، لا أقول للفوز بالرئاسة بل بمنصب نائب الرئيس. 

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.. 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي