مقترح لإنشاء مطارتوكل كرمان الدولي في تعز أو صنعاء

كتب
الجمعة ، ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٠٦ صباحاً

 منير الماوري

 الفكرة الواردة في العنوان ليست من بنات أفكاري لكني استوحيتها من حوار الكتروني مع صديق أميركي قبيل سفره لليمن حيث قررت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لحصول اليمن على جائزة نوبل للسلام ترجمة الحوار  مع صديق أميركي يتمنى ألا تكون  المرة الأولى التي تحصل  فيها اليمن على جائزة عالمية كهذه هي المرة الأخيرة أيضا في عصرنا.  وسأدون هنا النص الكامل للحوار كما جرى تماما مع الصديق المشار إليه دون ادنى تعديل: |

- صديقي منير هل مازال مطار صنعاء الدولي يحمل نفس الاسم؟

- نعم حسب علمي مازال مطارا ومازال اسمه دوليا.

- كنت أظن أن اسمه قد تغير

- ليس لدي علم بتغيير اسم مطار صنعاء وإذا كان هناك أي تغيير متوقع سيكون في صفة المطار وليس في اسمه.

- ماذا تقصد؟

- أقصد أن المطار ربما تنزع منه صفة الدولي ويبقى مطار صنعاء فقط، ولكن هذا لم يحدث بعد.

- هل هذا هو المطار الدولي الوحيد في اليمن

- لا. هناك عدة مطارات تقع في مناطق جغرافية تجعلها قابلة لأن تكون مطارات دولية حقيقية لو تحقق الاستقرار في اليمن مثل مطار عدن الدولي ومطار الريان في حضرموت ومطار الحديدة ، ومطار تعز، أما صنعاء فإنها محاطة بجبال وقبائل تجعلها عصية جغرافيا وسياسيا أعلى أن تكون مكانا مناسبا لمطار دولي حديث.

- هذه تفاصيل مفيدة ولكني لم أكن أسأل عنها بل كنت أحب أن أتأكد من شئ واحد.

- لدي رحلة قريبة لبلدكم اليمن وستكون رحلتي إلى مطار معروف باسم مطار صنعاء الدولي ولكني قبل أن احجز تذكرتي أحببت أن أتأكد أنه لم يتم تغييره إلى " مطار كرمان الدولي".

- ربما أنك تقصد مطار الريان فلا يوجد لدينا مطار كرمان الدولي.

- هذا ما استغربت له

- لم أفهمك يا صديقي هل من إيضاح.

- أنا أتوقع وربما غيري كثيرون يتوقعون أن يغير اليمنيون اسم مطار عاصمتهم الدولي إلى مطار كرمان باسم ابنتكم اليمنية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام وقد تحتاجون إلى ألف عام أخرى كي تزور الجائزة بلدكم مرة أخرى.

- هذه الفكرة فعلا لم نفكر فيها، بل إن هناك في بلادنا من أبدى عدم رضاه عن حصول ابنتنا توكل على جائزة عالمية كهذه.

- يبدو أنكم في اليمن لا تدركون معنى الجائزة ولا قيمتها المعنوية، وعلى الأقل إذا لم تسموا مطار ا لعاصمة باسمها فإن مطار المدينة التي تنتمي إليها هذه الثائرة الشابة يستحق أن يسمى باسمها.

- هل تقصد مطار تعز الدولي؟

- أقصد أي مطار دولي في اليمن أو في أي مدينة عربية في الشرق الأوسط.

- ولماذا مطار بالذات وليس ساحة عامة أو أي شئ آخر؟

- التكريم المعنوي يمكن أن يكون بوسائل كثيرة ولكن المطار الدولي في أي بلد هو أول مرفق يتعامل معه الأجانب مع اي بلد حتى من قبل أن يصلوا إلى ذلك لأنهم عند الحجز للسفر أول سؤال يتبادر إلى أذهانهم هو اسم المطار الذي سوف يصلون إليه.

- وماذ يعني هذا من وجهة نظرك؟

- هذا يعني أن الزائر لبلدكم اليمن أو الراغب في زيارتها سوف يسأل ويبحث عن ماذا يعني اسم كرمان عندما يحجز إلى مطار كرمان الدولي في اليمن.

- وما الفرق أن يححز إلى مطار اسمه مطار صنعاء الدولي أو مطار كرمان الدولي؟

-هناك فرق يا عزيزي

- ما هو الفرق؟

- من يحجز إلى للسفر من هنا من امريكا على سبيل المثال إلى مطار كرمان الدولي سوف يسأل ويبحث عن معنى اسم كرمان وسوف يقال له هذا هو اسم  أول وربما آخر حاصلة  على جائزة نوبل للسلام.

- ولكن هناك شخص واحد في العالم على الأقل يحصل على جائزة نوبل للسلام ولا تسمى المطارات بأسمائهم.

- يا صديقي افهمني أرجوك

- تفضل

- هل حصل أي شخص من بلادكم على جائزة نوبل في أي مجال من المجالات وليس جائزة نوبل للسلام فقط؟

- لا لم يحصل ذلك

- ولا أظنه سيحصل طوال الألف سنة القادمة

- ربما ولكن اليمن أكثر عراقة من جائزة نوبل وأقدم تاريخا من الجائزة

- دعك من هذا الكلام لان العالم يسمع عن جائزة نوبل أكثر مما يسمع  عراقة  بلادكم

- ربما ولكن ما ذا تريد ان تقول بالضبط

أريد أن أقول أن توكل كرمان ليست أول يمنية في التاريخ تحصل على جائزة عالمية كهذه بل أيضا أول امرأة عربية تحصل عليها.

- نعم هذا صحيح

- لم يحصل على ما حصلت عليه توكل كرمان أي رجل يمني ولا امرأة من قبل ولم تحصل أي امرأة عربية من قبل على جائزة نوبل للسلام حسب معلوماتي.

- معلوماتك دقيقة

- وليس هذا فحسب فهي الأصغر سنا من بين كل من حصل على الجائزة في تاريخ الدائزة منذ تأسييسها

- هذا صحيح

- أنا لا أعرف هذه المرأة وأتمنى أن أقابلها ولكني أستغرب أنكم في اليمن لا تحاولوا الاستفادة من النجاح الذي حققته هذه المرأة في هذا السن المبكر من حياتها.

- بالعكس توكل كرمان تعتبر الجائزة مكسبا لليمن وليس لها شخصيا وهي تمثل بلادها في كل المحافل وتمثل ثورات الربيع العربي في كل مكان فقد فتحت لها الجائزة الأبواب المغلقة أمام الثوار العرب فمثلتهم خير تمثيل وتحدثت عن الثوة السورية والليبية والمصرية والتونسية مثلما تحدثت عن الثورة اليمنية بالضبط ولم تقصر أبدا

- أنا أقرأ كثيرا عن نشاطها ومقابلاتها وتابعت خطابها المثير يوم تسلمت الجائزة ولكني لا أعني ذلك فما أعنيه هو أن من ابسط الوسائل التي يمكن ان تستفيدوا كيمنيين مما حققته ابنتكم هو ان تسموا مطارا باسمها أو أي موقع جدير بهذا الاسم لأن العالم سوف يتحدث في كل عام جديد عن حاصلين جدد على الجائزة أما أنتم في اليمن فهي مرة واحدة وعليكم أن تجيدوا الاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تأتي مرة أخرى لليمن في حياة جيلنا أو في قرننا الحالي على الأقل.

- ما ذا تقترح يا صديقي؟

- أتسألني بعد كل ما قلت ماذا أقترح؟ إنكم قساة على انفسكم وعلى بعضكم أيها اليمنيون. إن مطار كرمان الدولي سيكون أسهل وقعا على سمع العالم من مطار ريغان غير الدولي.

- لم أفهم.

نحن الامريكيين نكرم ممثل فاشل من ممثلينا بتسمية أهم مطار في عاصمتنا باسمه ولم يحقق هذا الممثل أي نجاح سوى إجادته للتثميل عندما أصبح رئيسا. أما أنتم فتستغربون عندما يقترح أحد عليكم أن تسمون مطارا في بلادكم باسم امرأة يعرفها العالم أكثر مما يعرف ملكة سبأ.. يا لكم من قساة..!!

- اقتراحك بالفعل لم يخطر على بال أحدنا ولا أظنه قد يخطر، وقد لا تستغرب لو قلت لك إن بعض اليمنيين لم يكونوا سعداء بحصول امرأة من بلادهم على هذه الجائزة وأعربوا عن ذلك بمهاجمة الفائزة وتوجيه التهم لها وملاحقتها بالشائعات والأكاذيب والتقليل من شأن ما تقوم به لإقناع العالم بدعم الثورة الشبابية اليمنية ودعم الثورة السورية والثورات العربية الأخرى.

- لماذا يفعلون ذلك؟ هل هم مجانين؟

- لا. ليسوا مجانين ولكنه الجهل. فمعظم المنتقدين لا يدركون القيمة المعنوية الكبيرة الدولية للجائزة، وهناك آخرون لهم دوافع سياسية تجعلهم يحاولون عبثا الطعن في الجائزة وفي صاحبة الجائزة ولا يكترثون بأنها مكسب تاريخي لأحفاد أحفادهم سواء من كان منهم مع ثورة التغيير أو من كان ضدها.

- لقد قرأت أن آراءك تحظى بالمتابعة وتجد من ينصت إليها، فهل بإمكانك أن تكتب عن هذا الاقتراح.

- سأطرحه شفويا على بعض الأصدقاء في السلطة ولكني متأكد أنهم سيقترحون الانتظار  حتى وفاة توكل كرمان كي يكرمها شعبها بعد وفاتها مثلما يفعل مع جميع المبدعين الذين أفنوا نصف حياتهم من أجل وطنهم والنصف الآخر أفنوه في تلقي الضربات من أبناء نفس الوطن.

- قل لهم إن الأجيال القادمة بدون شك سوف تكرم هذه المرأة ولكن الغرض الآن ليس تكريمها بل تكريم البلاد التي أنجبتها وإتاحة المجال لتلك البلاد أن تستفيد من الاسم الذي أصبح راسخا في أذهان العالم، فهذا الاسم لن يطويه النسيان فحاولوا الاستفادة من هذا الاسم وترسيخه بدلا من محاولة تدميره أو التقليل من شأنه

- فعلا يا عزيزي يا صديقي كلامك يشجعني أن أتحمل الهجمات وأكتب هذا الاقتراح محتفظا بحقك الفكري ولن انسبه لنفسي، وأنا على علم أن الخصوم السياسيين سوف يتلقون هذه الفكرة بعد مرور عام على حصول اليمن على الجائزة بمزيد من الاساءات لصاحبة الانجاز التي لا يستطيع أحد أن يقاسمها الفضل هي وثوار الساحات في تحقيقه سوى ثلاثة أشخاص هم زوجها محمد النهمي ورفيقة نضالها بشرى الصرابي وعلي عبدالله صالح الذي كان فساده  وخبثه  دور  رئيسي في تعريف العالم بنقاء توكل وصلابتها وصمودها، ولا أقصد هنا بتوكل، تلك الشابة صغيرة السن قوية الشكيمة، بل أقصد بها الثورة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، فتوكل هي الثورة والثورة متجسده في كل خطوة من خطواتها غير المرتعشة.

- إلى هنا انتهى الحديث فما رأيكم؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي