لنغير مفاهيمنا للنهوض باليمن !!

كتب
الثلاثاء ، ٠٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠١:١١ مساءً
بقلم/ عبيرالخضاف
بقلم/ عبيرالخضاف
بعد نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في الـ(21) من فبراير وإعلان فوز المرشح التوافقي المشير عبدربه منصور هادي ليكون رئيساً لليمن للمرحلة القادمة فإننا نتمنى بأن يتغير المشهد السياسي اليمني من حيث التفكير في مستقبل اليمن الذي نعتقد أنه حان الوقت علينا جميعاً أن نفكر فيه لنحاول إخراج هذا الوطن من تلك البوتقة الضيقة ونضعه في مكانه الصحيح في فضاء أوسع يسعنا جميعاً بكل ميولنا واختلافاتنا وتنوعاتنا الفكرية والثقافية وخصوصاً بعد نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة واختيار المرشح التوافقي المشير عبدربه منصور هادي بالإجماع الشعبي ليكون رئيساً جديداً لليمن للمرحلة القادمة فإنه أيضاً يفترض الآن الابتعاد عن الاحتقانات السياسية، ويكفينا ما حدث، وأن يبدأ السياسيون والجماهير والشباب حياتهم العادية وأن يعملوا بخطوات جادة على تغيير المفاهيم من أجل مستقبل اليمن الجديد، وأن يسهموا في إنجاح جهود إدارة شؤون البلاد إلى الأفضل ويعملوا بطريقة موحدة وصولاً لتحقيق الأمن والاستقرار للبلد والنهوض به في كل المجالات وأن تكون أولى خطوات أهدافنا هو القضاء على الفساد وإنعاش الاقتصاد والتأسيس لديمقراطية حقيقية. ومما لاشك فيه بأن دول العالم اليوم صارت تتابع وتراقب عن كثب وباهتمام بالغ الوضع في بلادنا وكيف سيكون مستقبل اليمن بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة؟ إلا أن الحقيقة تؤكد أن اليمن تحتاج في الوقت الراهن إلى دعم ومساندة الأشقاء والأصدقاء لتتجاوز الأزمة السياسية وإبداء حرصهم على استقرار وضع اليمن اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وبالتالي فإنه من الأهمية البالغة أن يعمل الأشقاء والأصدقاء على تقديم مساعداتهم العاجلة لليمن حتى تتجاوز الأزمة الاقتصادية وتتغلب على مشاكل الفقر والبطالة وغيرها من الأوضاع والظروف الصعبة. كم هو جميل أن نشعر بالفرح والسعادة كأبناء لهذا الوطن بانفراج الأزمة السياسية التي اجتاحت بلادنا على مدار عام كامل لنؤكد في المقابل أن أبناء اليمن حققوا التغيير الجديد والمنشود، إلا أن هذا التغيير بحاجة إلى الوفاء والإخلاص من قبل أبناء الوطن عامة والعمل على تغيير كل المفاهيم الخاطئة التي لاتزال عالقة في أذهاننا وأن ندرك مدى حبنا لهذا الوطن الغالي الذي يجب أن يستوعب الجميع. يجب على الجميع أن يدركوا خطورة ما تمر فيه اليمن من ظروف وما تواجهه من تحديات ناتجة عن الأزمة السياسية، خصوصاً عندما تكون بمثابة مرحلة ولادة لعهد جديد في المعترك السياسي والتي قد تظهر فيه بعض المؤامرات التي تستهدف إذكاء الفتنة الطائفية والانشقاق العسكري والانجرار إلى مستنقعات الاقتتال الذي يراهن عليه أعداء اليمن وسيكون الشعب اليمني لهم بالمرصاد، لأنه صار يعي المراهنات الخطيرة التي تريد جرّ البلاد إلى العنف والفوضى.. وهو ما يجب أن نرفضه جميعاً، وأن ندرك بأنهم يريدون جرّ بلادنا إلى مستنقع العنف والصراع المسلح وإدخالها في فتنة لا يعلم نتائجها إلا الله، ولكننا نراهن على الديمقراطية وتعزيز المشاركة الشعبية للجم المؤامرات الداخلية والخارجية ودفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام بفضل التكاتف والتعاون بين أبناء الشعب كافة. العديد من الكُتّاب والمحللين السياسيين أجمعوا على أن أبناء اليمن قدموا أنموذجاً واعياً وفريداً في التغيير، وأثبتوا أنهم يتميزون بالحكمة ورجاحة العقل، حيث تنبهوا إلى الخطر الذي كان يحيق بوطنهم إذا ما وصلت الأزمة السياسية وتداعياتها إلى مستنقع الفوضى والعنف المسلح، والآن على أبناء اليمن المشهود لهم بالحضارة الحذر من تصديق الشائعات الطائفية والانفصالية والتي يسعى البعض إلى الترويج لها هذه الأيام، وأن يدركوا جيداً أن مسؤولية بناء الوطن لا تقتصر على النظام السياسي فحسب، بل تعتبر مسئولية تكاملية تقع على عاتق جميع القوى السياسية دونما هيمنة طرف على طرف آخر. القضية اليمنية الساخنة اليوم هي مأساة بكل المقاييس منذ بدايتها وحتى الآن، حيث تداخلت فيها عوامل شتى جعلت من شبابنا ضحية لتناحر (يمني ـ يمني) وضحية لصراعات داخلية ومؤامرات خارجية دولية، مشكلة الشباب هي أحد إفرازات الواقع العربي بكل تجلياته وانتشار البطالة في أوساطهم خلقت بيئة دفعتهم إلى أحضان الأحزاب التي غذّت الأزمة السياسية وأجّجتها وما نتج عنها من أعمال فوضوية وتخريبية هنا وهناك. من هذا المنطلق فإنني أدعو كل فرد من أفراد هذا الوطن الحبيب إلى السعي للإصلاح ومساعدة بعضنا البعض وإعادة قراءة الواقع وترتيب الأولويات والتعاطي مع المستجدات الحالية في اليمن ونسعى معاً للخروج من مرحلة العناد والمكابرة والاحتقانات السياسية إلى مرحلة التكاتف والعمل الجاد والمخلص لبناء اليمن وتطويره والنهوض به. لقد حان وقت إعادة إعمار الوطن من جديد ولم يعد هناك وقت للاختلافات الحزبية والمذهبية، فكلنا أبناء وطن واحد هو اليمن الذي نعشق ترابه ونفديه بأرواحنا، وبالتالي يجب علينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون معاً لنرتقي بالوطن إلى المجد والمستقبل الأفضل. الجمهورية

تتبع يمن فويس النسخة الانجليزية اضغط هنا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي