"تهديدات الشيخ الأحمر" .. أول مكاسب المؤتمر الجنوبي الأول !!

كتب
الأحد ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٥٥ صباحاً


بقلم: وهيب الحاجب -

من أهمِّ ما كسبه الشارع الجنوبي من انعقاد المؤتمر الأول لمجلس الحراك أنْ ذابت المشاريعُ الصغيرة وتلاشتْ الأصوات والمبادرات الساعية إلى حلول ومعالجات لاتلبي تطلعات الشعب الجنوبي ولاترتقي إلى مستوى تضحياته منذ اندلاع ثورته المباركة .

إذ صارت "الوسيلة والاستراتيجية" اللتان ستوصلان شعب الجنوب إلى مبتغاه وغايته في استعادة دولته .. صارتا هما محط التباين والخلاف والاختلاف بين فصائل الحراك الجنوبي ومكوناته السياسية في الداخل والخارج ، بعد أن كانت الغايةُ ذاتُها _يوماً_ هي التي يختلف حولها القادة الجنوبيون وتتباين بشأنها برامجُ مكوناتِهم السياسية والثورية .

هذا المكسب ، الذي اعتبره _شخصيا_ خطوةً نوعيةً متقدمةً في تاريخ الحراك ، فرض على القوى الجنوبية بتبايناتها والتقاءاتها أن تؤمنَ وتتيقّنَ بأن لامكاناً ولاقبولا ولا حتى تعاطٍ مع تلك القوى والاتجاهات الجنوبية (ثورية ، حزبية ، شخصيات رسمية) التي تروّج وتسعى لطروحات تنتقص من تطلعاتِ الشعب الجنوبي أو تحاول تشويه التوصيف الحقيقي للحراك الجنوبي باعتباره ثورةً تحررية وذا أهداف سياسية بحتة ، ولا أدلّ على ذلك من تلك اللهجة السياسية لدى بعض القوى الجنوبية "المتأخرة" ، التي ارتقتْ _أخيرا_ إلى ما يصبو إليه ويناضل من أجله الشارع الجنوبي اليوم ، بمعنى أن المعادلة السياسية الحاصلة اليوم شمالا وجنوبا فرضت على تلك "القوى المتأخرة" بأن ترتقي بخطابها السياسي وتصعّد من لهجتها لمناصرة ثورة الحراك الجنوبي ومطالبه ؛ مما يبشّرُ بواقعٍ ثوريّ وسياسي خلقته ترتيبات ثم أجواء المؤتمر الجنوبي الأول فمرحلة ما بعده .. واقع جنوبي كان لصمود الشعب في ميادين النضال السلمي وإصراره على هدفه الفضلُ الأبرز في صنع ذلك الواقع ورسم ملامحه الجديدة من خلال ارتقاء الخطاب لدى جهات جنوبية كان الشعب هنا يحسبها في حكم العدم أو العدو قياسا إلى هدفه ومبتغاه بالتحرير والاستقلال .

خلاصة قولي إن المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في العاصمة عدن ، بما رافقه من ايجابيات وسلبيات ، قد أدّى رسالةً واضحةً بلورتْ في مضامينها أن لاشيء في الجنوب غير إرادة الشعب ولا حاكماً أو ممثلا للجنوب غير إرادة شعبه ، وإن لا بقاء لأية قوة أو اتجاه لا يحترم هذه الإدارة وتلك الغاية الجنوبية .. رسالة لاشك أن الطرف الآخر في الشمال قد استوعبها ووعى شفراتها ورموزها تماما ما دفعه _عاجزا_ إلى التهديد والوعيد بالمزيد من "المواجهات الدامية" ضد القوى الجنوبية الساعة (من صدق) نحو هدف استعادة الدولة بالتحرير والاستقلال !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي