السقوط الحر للنظام السوري

كتب
الأحد ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤١ صباحاً

بقلم: د.عمر عبد العزيز -
عطفاً على حديث الأمس حول التصريحات الجديدة لوزير الخارجية الروسي لافروف، والتي تصب في الجُملة لصالح المرئيات التركية المصرية في المسألة السورية، لكنها تضع بعين الاعتبار مساندة إيران وحليفتها العراق أيضاً .. عطفاً على ذلك أقول .. إن تركيا هي الأكثر قرباً من المشهد، لسبب واضح يتعلق بقبول روسيا المبدئي لمنطقة عازلة في الأراضي السورية، وما ينطوي على هذا المفهوم من استطراد مؤكد على حظر الطيران فيها، وهو ما يصب في مجرى الطلب التركي المتكرر بمنطقة عازلة تخرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الحرج البالغ الذي وقع فيه، حيث ينبغي عليه الاختيار بين خوض حرب معلنة ضد النظام السوري، أو السكوت المؤلم على ما يجري في الحدود التركية السورية.
يواجه أردوغان معارضة أساسية في الداخل، تختلط فيها أوراق الملف الإقليمي مع تصفية الخصومات الداخلية بين فرقاء الساحة التركية، لكنه الآن أمام فرصة سانحة للقضاء على نظام القلق السوري بالنقاط، بدلاً من الضربة القاضية.
القبول الروسي بالمنطقة العازلة وما يستتبعها من حظر جوي افتراضي هو غاية ما تتوق إليه الترويكا السياسية الحاكمة في تركيا، وهو يمثل عملياً العتبة الناظمة لسقوط حُر يطال النظام السوري ويكمل الإجهاز الناعم عليه، خاصة إذا ما ظل رافضاً لتسوية انتقالية كتلك التي أسقطت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، واستتبعها سقوط متوالٍ لهيكلية نظامه، ومنطق حاكميته .
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت كما أسلفت، والموقف الروسي المعلن يدشن تلك المفاجآت، ضمن رؤية روسية متأنّية تتوخّى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فالحسابات الروسية الجديدة ترضي ايران والعراق من جهة، كما ترضي تركيا ومصر من جهة أخرى .. لكنها بالمقابل تحشر امريكا في زاوية ضيقة لتلتقط المبادرة حتى وأن جاء الأمر بتضحية لنظام غير مأسوف على زواله.
[email protected]
عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي