الرئيسية > محليات > فريق رصد يكشف عن إحصائية جديدة حول ضحايا الألغام في تعز الخطر الأشد فتكا بأبناء المحافظة ومستقبلهم

فيما نهلة الراعية تروي حكايتها مع الفاجعة

فريق رصد يكشف عن إحصائية جديدة حول ضحايا الألغام في تعز الخطر الأشد فتكا بأبناء المحافظة ومستقبلهم

" class="main-news-image img

في تقرير أعده فريق رصد حول الألغام التي تعد من أخطر الجرائم المنظمة التي تُرتكب بحق المدنيين في مدينة تعز , حيث أضحى الأطفال والنساء هم الهدف الأول لهذا الموت الذي يتربص بأبناء هذه المدينة في ظل صمت وتجاهل محلي وخارجي

 

في حصيلة أولية توصل الفريق لرصد 170 حالة إصابة بالألغام في مناطق متفرقه ( منها 37 حالة وفاة بينها إمراتين و7 أطفال ) وتتوزع بقية الحالات ما بين حالات بتر وإعاقات دائمة وإصابات خطيرة جراء

 

يتابع التقرير : التقينا يوم أمس مع نهلة سعيد غالب - 18 سنه وهي إحدى ضحايا الألغام في ريف غربي مدينة تعز والتي ترقد في مستشفى البريهي منذ إصابتها في تاريخ 5/نوفمبر/2016 في قرية ماتع.

 

نهلة فتاة من ريف تعز تُعاني من حالة تقزم نزحت وأهلها إلى قرية #ماتع هروباً من القصف العنيف الذي أستهدف منزلهم الذي دمرته القذائف المتساقطة عليه , نزحت ووالدتها ووالدها وإخوتها الخمسة ومعهم ما تبقى من أغنامهم التي تعينهم على البقاء في ظل الحرب التي افقدتهم كل شي.

 

حكت لنا نهلة وهي تبتسم ابتسامه خجله وبصوت منخفض بالكاد نسمعه , عندما سألناها عن تفاصيل ما حدث معها مجيبة :

" خرجتوا بعد العصر شروح الغنم أنا وصاحبتي رندا , لقيتوهن قاهن شيسرحن الجبل , هشيتوهن أكه وما دريتوا إلا لما قرح اللغم ورجمبي لوناك وقطع رجلي وتعورت رندا بوجهها  " واكتفت بذلك بذات الابتسامة لتكمل لنا والدتها القصة بحرقة ووجع تشكي ما وصلت إليه وأسرتها بسبب هذه الحرب التي أرغمتهم على ترك منزلهم بعد تضرره بالقذائف للنزوح إلى الجانب الآخر من القرية والذي رأت أنه الأقل ضرراً وخطورة  وحسب قولها هربنا من الموت وما كنا ندري أنه بعدنا بعدنا وشيوجعنا هذا الوجع كله ويخلينا نبيع ما تبقى لدينا ونتسلف لنعالج البنت.

 

نهلة التي فقدت ساقها اليسرى وأصيبت ساقها اليمنى بكسور وأسرتها التي فقدت كل ما تملك وما تبقى لها يعينها على البقاء بعد أن أخذت الحرب كل ما لديهم هي حالة من مئات الحالات التي تعيش ذات الوجع وربما أكثر لدى البعض بسبب هذه الالغام التي زرعت في أرياف تعز لتحصد أرواح الاطفال والنساء من أبناء الريف والتي تستوجب موقف صارم من قبل المجتمع الدولي الذي يتجاهل اليوم اتفاقياته وقوانينه التي تُجرم إستخدام هذه الأسلحة التي تفتك بالمدنيين ويبقى أثرها لعقود قادمة.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي