الرئيسية > نوافذ ثقافية > هل يحق للزوج الاطلاع على هاتف امرأته دون علمها ..؟

هل يحق للزوج الاطلاع على هاتف امرأته دون علمها ..؟

" class="main-news-image img
id="cke_pastebin"> السؤال
 
هل بجوز للزوج مراجعة هاتف زوجته؛ استعمالا لحقه في الرقابة، والقوامة، وإعمالا لقوله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع.. ) الحديث. وليطمئن قلبه على حسن سلوكها، أم إن هذا من قبيل التجسس المحظور شرعا؟ وجزاكم الله خيرا.
 
الإجابــة
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
 
فالقيام بهذا الفعل في حال الريبة جائز، وأما لغير ريبة، ففعله من دون علم الزوجة، لا يجوز، وهو نوع من التجسس المحرم.
 
والأصل في المسلمين عموما السلامة من الفواحش والآثام، وقد نهى الله عز وجل عن إساءة الظن بالمؤمنين وعن التجسس عليهم، وعن تتبع زلاتهم وعثراتهم، لقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}. قال ابن حجر الهيتمي: ففي الآية النهي الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم.
 
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا ولا تحسسوا. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة. وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل ذلك فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. قال الألباني: حسن صحيح. ويتأكد هذا في حق الزوجة لما لها من حق على الزوج، وقد ورد النهي خصوصا عن تتبع عثرات الأهل أو تخونهم. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله طروقا، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا. متفق عليه. وفي رواية مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يتلمس عثراتهم. فبين علة النهي وهي لئلا يحمله قدومه ليلا على تخون أهله وطلب عثراتهم، وبناء على ذلك فطالما لم تر من أهلك ما يريب فاحملهم على السلامة وعاملهم بالظاهر والله يتولى السرائر. وعليك بصيانة أهلك وأمرهم بالتزام الحدود الشرعية.
 
وينبغي أن تسود الحياة الزوجية الثقة بين الزوجين، وإغلاق كل مدخل للشيطان يفسد من خلاله هذه الحياة؛ روى مسلم عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه، وبين امرأته - قال - فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت».
 
وقد جاءت الترجمة عليه في صحيح مسلم بباب: تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا.
 
والله أعلم.
 
 
إسلام ويب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي