الرئيسية > عربية ودولية > مع بداية رمضان .. هدنة هشة في السودان

مع بداية رمضان .. هدنة هشة في السودان

" class="main-news-image img

وافق مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة الماضي، على قرار يدعو إلى هدنة في السودان خلال شهر رمضان مع اقتراب الصراع من إكمال عامه الأول.

 

ونص مشروع القرار البريطاني الذي اعتمده المجلس، على وقف فوري للأعمال العدائية قبل رمضان ويطالب جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار.

 

كما يدعو القرار الذي حظي بتأييد 14 دولة، وامتناع روسيا عن التصويت عليه، إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن بلا عوائق عبر خطوط المواجهة، كما يؤكد ضرورة حماية المدنيين.

 

ويحث أيضا جميع الدول على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار، ويطالبهم بدعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم.

 

ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربا على السلطة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"؛ ما أدى إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.

 

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا طرفي النزاع إلى احترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية.

 

وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن: "يجب أن يؤدي وقف الأعمال العدائية إلى إسكات الأسلحة بشكل دائم في كل أنحاء البلاد ورسم طريق ثابت نحو سلام دائم للشعب السوداني"، محذرا من الأزمة الإنسانية "ذات الأبعاد الهائلة"، والمجاعة التي تلوح في الأفق.

 

بدوره، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، إن نصف سكان السودان البالغ 50 مليونا، يحتاجون إلى مساعدات، محذرا من مجاعة تهدد حياة نحو 18 مليون شخص في البلاد.

 

ومع بدء شهر رمضان في السودان، اليوم الإثنين، يرفض الجيش السوداني الالتزام بالقرار الأممي، ويشترط انسحاب قوات الدعم السريع من "المنازل والمواقع المدنية".

 

في مقابل ذلك، رحبت قوات الدعم السريع بالهدنة، واتهمت الجيش بأنه لا يرغب في إيقاف إطلاق النار، ويدعو لاستمرار المواجهات دون أدنى اعتبار لمعاناة السودانيين.

 

وبعد اعتماد القرار رقم 2724، قال جيمس كاريوكي نائب الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة، إن القرار يرسل رسالة قوية للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بضرورة الاتفاق على وقف فوري للأعمال القتالية خلال شهر رمضان. وحثَّ الجانبين على العمل للاستجابة للدعوة الدولية الموحدة للسلام، وإسكات البنادق، وبناء الثقة، والسعي لحل الصراع عبر الحوار.

 

قلق كبير

 وأعرب عن القلق بشأن الوضع الإنساني الخطير في السودان، والدعم لوكالات الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني، وشدد على الحاجة لضمان الوصول الإنساني العاجل والآمن ودون عوائق للمحتاجين. ورحب بكل جهود الوساطة للمساعدة في إنهاء هذا الصراع الوحشي. 

 

آنا ايفستيغنيفا نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فسرت الامتناع عن التصويت على مشروع القرار، وقالت إن بلادها دعت مرارا الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال القتالية، مؤكدة أن هذا هو السبيل لحل كل المشاكل التي يواجهها السودان والتوصل إلى تسوية سياسية. 

 

وقالت إن الأطراف السودانية هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسة عن الوضع في بلدها، وهي التي يجب أن تقرر مستقبله. وذكرت أن مسؤولية ممثلي المجتمع الدولي، بمن فيهم أعضاء مجلس الأمن، هي تيسير ذلك، وعدم فرض قواعدهم ومبادئهم على الدول ذات السيادة.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي