الرئيسية > تقارير وحوارات > ما التداعيات السياسية لتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"؟

ما التداعيات السياسية لتصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"؟

" class="main-news-image img

تتباين آراء المحللين والخبراء السياسيين اليمنيين تجاه القرار الأمريكي تصنيف ميليشيا الحوثي "كيانًا إرهابيًا"، ومدى انعكاساته وتداعياته السلبية على ما تحقق من اختراقات إيجابية في مسار العملية السياسية باليمن.

 

 

 

أواخر العام الماضي، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن التزام الأطراف اليمنية بمجموعة من التدابير، ضمن خارطة طريق تشمل وقفًا لإطلاق النار، وإصلاحات اقتصادية وإنسانية، تمهيدًا لانطلاق عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة.

 

غير أن هذه الجهود توقفت في ظل التطورات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة، وسط استمرار هجمات ميليشيا الحوثي على السفن، والضربات الدولية المشتركة ضد أهداف حوثية في اليمن.

 

ويعتقد المحلل السياسي صلاح السقلدي أن "تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية عالمية أقل حدّة من تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية، ويعود ذلك لاعتبارات مرتبطة بالجانب الإغاثي والإنساني، وفق تبريرات الولايات المتحدة".

 

 

ويقول السقلدي، لـ"إرم نيوز"، إن "أمريكا التي سبق لها تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في عهد الإدارة السابقة، ليست جادة اليوم بالمضي أبعد من التهديد وممارسة الضغوطات على الحركة الحوثية لردعها وثنيها عن مواصلة الهجمات في البحر الأحمر".

 

مخاوف اقتصادية وإنسانية

 

ويرى مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن "المخاوف الاقتصادية المرتبطة بهذا التصنيف أكبر من المخاوف المتعلقة بالمسار السياسي للأزمة اليمنية، وما تم تحقيقه من مكاسب بهذا الجانب".

 

ويوضح السفياني، لـ"إرم نيوز"، أن "مسار الحوار والجهود الدبلوماسية مهدد ومجمّد حاليًا؛ بفعل هجمات الحوثيين على الشحن الدولي، وتطوّر الأمور إلى ردود فعل بين الحوثيين والجانب الأمريكي البريطاني".

 

ويفيد السفياني أن "تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية بشكل خاص، ومن الدرجة الثانية، يمنح مساحة لمواصلة النقاشات السياسية معهم، في حين لو كان التصنيف من الدرجة الأولى، فإن ذلك سيجعل المفاوضات والنقاشات مع الحوثيين مستحيلة".

 

 

ويشير السفياني أن "المخاوف الحالية تتجسد في احتمالية حدوث تداعيات مرتبطة بعمل المنظمات الإنسانية والإغاثية، ومدى قدرتها على الوصول للسكان والشرائح المستفيدة، بالذات في مناطق سيطرة الحوثيين، التي تعدّ الكتلة السكانية الأكبر في البلد، إضافة إلى تأثيرات التصنيف على حوالات المغتربين المالية إلى الداخل، التي تعتمد عليها فئات كبيرة وواسعة من الشعب اليمني، وباعتبارها أكبر مصادر النقد الأجنبي في البلد، بعد صادرات النفط والغاز".

 

تعقيدات متواصلة

 

وفي المقابل، يقول رئيس تحرير صحيفة "المرصد" المحلية، حسين حنشي، إن "تأثير القرار الأمريكي كبير على عملية السلام في اليمن، التي يمكن قراءتها من تحذيرات المبعوثيْن الأممي والأمريكي إلى اليمن".

 

ويضيف حنشي، لـ"إرم نيوز"، أن "تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، واستمرار الأعمال العسكرية البحرية المتبادلة حتى اليوم، يؤكدان أن التصاعد مستمر، في ظل محاولات إيجاد حلّ في غزة، ونهاية مفاوضات القاهرة من دون حل حقيقي تقريبًا، كل ذلك يشير إلى أن المنطقة في تصعيد كلي، بما فيها ملف الحوثيين الذي يعدّ جزءا منها، وقد نشهد تصعيدًا كذلك في عملية تصنيفهم بشكل أكثر حدّة".

 

ويبين حنشي أن "الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات، وقد تأتي بإدارة جمهورية أكثر تشددًا من الحالية، ما قد يضاعف من حجم التعقيدات التي تعترض طريق السلام في اليمن".

 

 

 

إعداد / عبداللاه سميح


الحجر الصحفي في زمن الحوثي