الرئيسية > دنيا فويس > حرب غزة تضع الآباء في مواقف مأساوية أمام أطفالهم

حرب غزة تضع الآباء في مواقف مأساوية أمام أطفالهم

" class="main-news-image img

تتواصل القصص القاسية التي تشهدها غزة؛ فإلى جانب الموت والدمار والأزمة الإنسانية، تضع الحرب الآباء في القطاع في مواقف مأساوية أمام أطفالهم.

 

إحدى هذه القصص للغزّي الأربعيني، خالد عبد العزيز، الذي أجُبر على النزوح مثل غيره من شمال غزة، وخلال المسير فقد حذاء ابنته، ولم تسعفه ظروفه المادية لإراحة قدميها بواحد جديد.

 

وقال عبدالعزيز لـ"إرم نيوز": "نزحت مع عائلتي قبل الهدنة الإنسانية المؤقتة بيومٍ واحد، حيث كنّا في منزلنا شبه المدمر في منطقة تل الزعتر شمال غزة، تنهال علينا الصواريخ والقذائف في كل لحظة، وسط قلق وخوف زوجتي وابنتي الوحيدة زينة".

 

 

وأضاف عبد العزيز: "عند صباح اليوم التالي قررنا النزوح لجنوب وادي غزة، وسط اشتداد القصف من دون أن آخذ شيئًا معي، وخرجنا كما نحن، بلباس البيت وأحذية بسيطة وانطلقنا نحو شارع صلاح الدين للالتحاق بأفواج النازحين".

 

وتابع: "اقتربنا مشيًا على الأقدام من الوصول إلى الحاجز العسكري، ووقتها اضطررت إلى حمل زينة ذات الـ10 أعوام لأنها باتت تشعر بالتعب والإرهاق الشديدين، وأثناء حملي لها وعبورنا الحاجز العسكري الإسرائيلي سقط حذاؤها، فأمرني الجندي الإسرائيلي بالاستمرار في المشي إلى الأمام، وبالفعل أكملت المسير حتى تعدينا الحاجز بمئات الأمتار".

 

وأكمل عبدالعزيز: "أنزلت زينة ونسيت أنها أصبحت بلا حذاء، ومشت زينة مسافة 3 كيلو مترات حافية القدمين حتى سالت الدماء من قدميها بفعل الاحتكاك والحصى الموجودة على طول الطريق، فبدأت أبحث لها عن أي حذاء قديم، فوجدت زوجين مختلفين عن بعضهما وأقنعتها بارتدائه فقط حتى نصل إلى مكان ما ونشتري حذاء جديدا".

 

 

وأضاف: "كنت أكذب عليها؛ إذ إنني لم أكن أملك سوى 50 شيكل (15 دولارا) تقريبًا، أريد دفعها أجرة تاكسي للوصول إلى رفح، وبالفعل ركبت في باص إلى منطقة تل السلطان في رفح".

 

ويختم: "بدأت معاناتي مع حذاء زينة الذي قمت برتقه أكثر من 10 مرات طوال فترة النزوح، وكنت في كل مرة أصلحه أخبرها بأنها ستكون المرة الأخيرة، وبأنني سأشتري لها حذاءً جديدًا.. أشعر بقهر لا يوصف وبعجز قاتل عندما أتذكر أني غير قادر على توفير واحد جديد لها في ظل عدم امتلاكي المال والغلاء الفاحش"، وفق حديثه.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي