الرئيسية > دنيا فويس > تحديات أمنية تعرقل المساعي النووية لدول الساحل الإفريقي

تحديات أمنية تعرقل المساعي النووية لدول الساحل الإفريقي

" class="main-news-image img

في وقت تتطلع فيه دول الساحل الإفريقي التي عرفت انقلابات عسكرية وهي بوركينا فاسو ومالي والنيجر إلى تحقيق استقلال تام عن الغرب، بدأت هذه الدول تعمل على النهوض بقدراتها النووية، إلا أنها تواجه عدداً من التحديات.

 

وفي وقت سابق، وقعت حكومة بوركينا فاسو الانتقالية اتفاقا مع روسيا لبناء محطة نووية لتغطية حاجات السكان من الطاقة، فيما بدا وكأنها معركة لا بد منها بين باريس وموسكو على "النووي" واليورانيوم في المنطقة.

 

ولم يستبعد مصدر سياسي نيجري، فضّل عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز"، أن توقع بلاده أيضا اتفاقاً مع موسكو لبناء محطات نووية خاصة أن لدى النيجر كميات هامة من اليورانيوم كانت فرنسا قد استغلتها لسنوات

 

لكن تطلع دول الساحل لتطوير قدراتها النووية يصطدم بعوائق أهمها غياب الاستقرار السياسي والأمني، حيث تشهد المنطقة هجمات مكثفة من قبل جماعات متطرفة.

 

وقال المحلل السياسي البوركيني ألفا كوندي، لـ"إرم نيوز"، إنه "لا بد من القول إن دول الساحل لا تملك القدرات اللازمة لامتلاك أسلحة نووية، ويتعين علينا أولاً أن ندرك أننا في منطقة غير مستقرة، وأن تركيز المنشآت النووية أمر يحتاج إلى بيئة يسود فيها الاستقرار".

 

وأضاف كوندي: "علاوة على ذلك، فتركيز هذه المنشآت أمر يتطلب الكثير من الموارد، ولسوء الحظ، اليوم، لا تملك دول الساحل الإفريقي الخمس هذه الموارد ولا حتى طرقا وآليات للحفاظ على تلك الموارد المالية والبشرية".

 

وأكد أنه "مع ذلك نأمل أن نتمكن من القيام بذلك في المستقبل القريب، وبالتأكيد، في الواقع، سيكون التعاون مع روسيا مفيداً. ولكن يجب علينا أن ندرك أن الأمر قد يستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات فنحن بحاجة أولاً إلى الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني".

 

وقبل انقلاب 26 يوليو / تموز 2023 الذي أخرج قواتها من النيجر، كانت فرنسا تعتمد على حوالي 20 في المئة من احتياجاتها النووية من تلك الكميات المستوردة من النيجر.

 

المحلل السياسي التشادي لبيبة غوندو قال، لـ"إرم نيوز"، إن "لدى دول الساحل ككل اهتمام كبير بالكهرباء والطاقة النووية بشكل عام، فالطاقة بشكل عام هي مصدر التنمية الاقتصادية ولا يمكننا أن نفعل أي شيء إذا لم تكن لدينا الطاقة لذلك إذا اتفقت هذه الدول مع روسيا أو دول أخرى في إطار التعاون المتعدد الأطراف أو الثنائي على امتلاك محطات طاقة نووية لتتمكن من الحصول على الطاقة التي يمكنها دفع الاقتصاد، فلا أرى مشكلة في ذلك".

 

وأوضح غوندو أن "الشاغل الرئيس الذي يمكننا توقعه أو التنبؤ به سيكون فيما يتعلق بتأمين محطات الطاقة هذه، نحن نعلم أن هذه بلدان هشة أو تعاني من عدم استقرار سياسي قوي، وبالتالي في كثير من الأحيان لا تكون بعض المناطق تحت سيطرة الدولة، وفي بعض الأحيان، دون سبب، تقوم الجماعات المسلحة، بما في ذلك الإرهابيون بالسيطرة على مساحات معينة من هذه الدول".

 

وأكد أن "مساحات كبيرة تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة وهذا هو الخطر الحقيقي.. ألا يمكن أن يؤدي امتلاك القدرات النووية في المناطق التي لا يوجد فيها ضمانات أمنية إلى مشاكل أخرى أكثر خطورة، ليس فقط لهذه المنطقة ولكن أيضا للبلدان المحيطة بها ولكامل المساحة الواقعة بين الصحراء والمغرب العربي؟".

 

ورأى غوندو أن "هذا ما يجب أن نخشى منه في مساعي إنشاء محطات نووية، لذلك، إذا تم التفاوض بشأنها بشكل جيد وفي المصالح المشتركة لهذه الدول، وتتوفر ضمانات بأنها لا يمكن أن تؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار أو الضرر، فلا يوجد أي مشكلة لأن هذه بالفعل بلدان تحتاج حقًا إلى الطاقة".

 

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي