الرئيسية > دنيا فويس > من حروب الطوائف إلى صراع الإنجليز والعثمانيين.. تعرف على أبرز المعارك التاريخية في أرض غزة

من حروب الطوائف إلى صراع الإنجليز والعثمانيين.. تعرف على أبرز المعارك التاريخية في أرض غزة

" class="main-news-image img

 

تعد أرض قطاع غزة الفلسطيني، هذا الشريط الضيق الذي يمتد على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، حاضنةً لأحداث تاريخية مهمة، بدءاً من الحروب الدينية، وصولاً إلى الصراعات الإمبراطورية.

المعارك التاريخية التي حدثت في غزة

في هذا التقرير سنتعرف على أبرز المعارك التاريخية التي حدثت في غزة، بدءاً من حرب الطوائف، وصولاً إلى الحروب العثمانية البريطانية في الحرب العالمية الأولى.

معركة غزة في حرب ملوك الطوائف

كانت معركة غزة، 312 قبل الميلاد، واحدةً من أقدم المعارك التي تحدث على أراضي منطقة غزة التي كانت تابعةً آنذاك إلى الإمبراطورية المقدونية خلال حروب الطوائف.

شهدت هذه المعركة التي حدثت في مدينة غزة صراعاً عنيفاً بين الجيوش الغازية، المكونة من البطالمة والسلوقيين، بقيادة كل من بطليموس الأول سوتر وسلوقس الأول نيكاتور، والمقدونيين بقيادة ديمتريوس الأول المقدوني.

ووفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لجامعة أوكسفورد Oxford Academic فقد بدأت المعركة في أواخر عام 312 قبل الميلاد، عندما شنَّ بطليموس غزواً على بلاد الشام من مصر، وتكوَّن جيشه حينها من 18 ألف عنصر مشاة و4 آلاف من سلاح الفرسان، جاءوا من الحافة الشمالية لشبه جزيرة سيناء.

تلقَّى ديمتريوس الأول معلومات استخباراتية في الوقت المناسب، واستدعى قواته من الشمال وركَّزهم في مدينة غزة.

ويبدو أن مستشاري ديمتريوس قد طلبوا منه تجنب المواجهة العسكرية مع بطليموس وسلوقس، اللذين يتمتعان بخبرة عسكرية أكبر، لكنه تجاهل نصيحتهما.

انتهى الصراع بهزيمة حاسمة لديمتريوس، ما مكَّن بطليموس وسلوقس من الاستيلاء على الأراضي التي كان يسيطر عليها.

معركة عمرو بن العاص

مع بدء العصر الإسلامي والخلافة الراشدة كانت مدينة غزة مفتاح وصول المسلمين إلى مدينة القدس، وذلك عندما استطاع القائد عمرو بن العاص تحريرها من البيزنطيين في عام 13 هجرية.

ورغم وقوع العديد من المعارك على أرض غزة تعتبر معركة داثن- وهي قرية تابعة لغزة وقتذاك- إحدى أهم المعارك الفاصلة للوجود البيزنطي في فلسطين، إذ كانت أول معركة يقتحم فيها المسلمون العرب الأراضي الخاضعة لنفوذ الروم، وقد جرت بين المسلمين بقيادة يزيد بن أبي سفيان والبيزنطيين بقيادة سرجيوس.

بعد هذه المعركة استطاع عمرو بن العاص تحرير مدينة غزة بالكامل، التي كانت من أولى المناطق التي ضُمَّت إلى الخلافة الراشدة في فلسطين.

معركة غزة 1239

دارت معركة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1239 في غزة، بين فرقة من الصليبيين والفرنجة من مملكة القدس، بقيادة ثيوبالد الأول ملك نافارا، والقوات الأيوبية في مصر، وانتهت بهزيمة مسيحية مدمرة.

وجاءت المعركة بعد انتهاء معاهدة السلام التي دامت عشر سنوات بين الإمبراطور الروماني فريدريك الثاني والسلطان الأيوبي الكامل، في يوليو/تموز 1239.

قرر الصليبيون بعدها بقيادة تيبو الرابع، كونت شامبانيا (ملك نافار أيضاً منذ عام 1234)، تحصين مدينة عسقلان لحماية الحدود الجنوبية لمملكة القدس، وبينما كانوا يسيرون من عكا إلى يافا تحركت قوات الأيوبيين إلى غزة.

أرسل قادة فرسان الهيكل، وفرسان الإسبتارية، والفرسان التوتونيون تحذيرات للصليبيين بعدم محاولة اعتراض الأيوبيين إلا بعد تجهيز جيش كامل لصدهم، لكنهم تجاهلوا هذه التحذيرات وقرروا إرسال جزء من القوات التي كان يفترض بها تحصين عسقلان لمواجهة الأيوبيين.

أرسلوا ما يقرب من 400-600 مقاتل فقط إلى غزة، وقد تعرضوا لهزيمة ساحقة.

معركة غزة الأولى

معركة غزة الأولى هي واحدة من بين 3 معارك مهمة دارت جميعها في عام 1917 بين الإمبراطورية العثمانية والقوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وقعت معركة غزة الأولى في 26 مارس/آذار 1917، خلال حملة أُطلق عليها "حملة سيناء وفلسطين"، التي كانت تسعى القوات البريطانية من خلالها لاحتلال فلسطين من القوات العثمانية.

حدث القتال داخل وحول مدينة غزة على ساحل البحر المتوسط، عندما هاجم المدينة جند المشاة وخيالة من رتل خيالة الصحراء البريطاني، ولكنهم انسحبوا في اليوم ذاته بعد معرفتهم بقدوم تعزيزات عثمانية كبيرة، وأيضاً تكبدهم خسائر كبيرة.

معركة غزة الثانية

تبع هزيمة القوات البريطانية في معركة غزة الأولى هزيمة أخرى بعد نحو 3 أسابيع، وتحديداً في معركة غزة الثالثة، التي بدأت في 17 أبريل/نيسان.

اتسمت هذه المعركة بعنفها، لا سيما أن الحلفاء بقيادة الجنرال البريطاني تشارلز دوبل عادوا إلى غزة لإعادة ماء وجوههم من خسارة المعركة الأولى ضد قوات عثمانية صغيرة، بينما كان العثمانيون متشجعين للانتصار مرة أخرى.

ورغم أن هجوم القوات البريطانية كان أشد من المرة السابقة فإنهم تكبدوا خسارةً فادحة، توصف بأنها كارثية، خاصةً في صفوف قوات المشاة، وأسفرت عن إقالات كبيرة، لا سيما قائد قوة التجريدة المصرية الجنرال أرشيبالد موراي، الذي كان قد بدأ حملة سيناء وفلسطين.

معركة غزة الثالثة

لم تقرر القوات البريطانية العودة إلى غزة إلا بعد نحو 7 أشهر، وتحديداً في ليلة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وذلك بعد أن قام الجنرال الجديد إدموند ألنبي بإعادة تنظيم قواته، التي مُنيت بهزيمتين كبيرتين في عهد سلفه الجنرال أرشيبالد موراي.

استغلت القوات البريطانية انشغال العثمانيين على جبهة بئر السبع، التي خسر فيها العثمانيون آلاف الجنود ضد وحدة الفرسان الأسترالية، وقررت غزو غزة، وقد استطاعت السيطرة عليها وكسر خط "بئر السبع- غزة" الدفاعي، لبدء حملة السيطرة على القدس.

 

* عربي بوست


الحجر الصحفي في زمن الحوثي