الرئيسية > تكنولوجيا > في عالم الاقتصاد.. هل يحتاج العالم إلى شبكة مدفوعات أفضل عبر الحدود؟

في عالم الاقتصاد.. هل يحتاج العالم إلى شبكة مدفوعات أفضل عبر الحدود؟

" class="main-news-image img

 

جعل تطور التكنولوجيا والعولمة الاقتصادية العالم أكثر ترابطًا وتواصلاً من أي وقت مضى. وفي هذا السياق، أصبحت شبكات المدفوعات والتحويلات الدولية أمراً محورياً لدعم التجارة الدولية والعلاقات الاقتصادية بين الدول.

 

ومع ذلك، تظل هناك عديد من التحديات والمشكلات التي تواجه هذه الشبكات الحالية، وتجعل السؤال حول ما إذا كان العالم بحاجة إلى شبكة مدفوعات أفضل عبر الحدود يستحق النقاش.

 

من أهم هذه المشكلات هو البطء في إتمام عمليات التحويل الدولي، إذ تحتاج بعض التحويلات أياماً وربما تتجاوز الأسبوع في بعض الأحيان للانتهاء، ما يمكن أن يتسبب في تأخير الأعمال التجارية والمعاملات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلاف كبير في الإجراءات واللوائح المتبعة بين الدول المختلفة، بما يجعل من الصعب فهم الكيفية التي يجب أن يتم بها التحويل والتعامل مع متطلبات الأمان في كل دولة.

 

كما أن ارتفاع رسوم ومصاريف التحويل أيضاً مشكلة مؤرقة. فقد تتراوح تكاليف التحويل بين البنوك ومقدمي خدمات التحويل من مرتفعة إلى غير معقولة في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى خسارة أموال طائلة للأفراد والشركات على مدار الزمن.

 

وتبعاً لذلك فإنه من الأهمية بمكان وجود شبكة مدفوعات أفضل عبر الحدود، يمكنها إتاحة التحويلات السريعة والموثوقة عبر الحدود، وتوحيد الإجراءات واللوائح الدولية، وتقليل تكاليف التحويل لتعزيز التجارة وتسهيل الحياة للأفراد والشركات على حد سواء. وهذا سيكون خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل الاقتصادي وتعزيز الاستقرار العالمي.

 

طفرة في المدفوعات

 

بحسب عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، المصرفي الإيطالي البارز، فابيو بانيتا، في مقال له بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن:

 

-العالم شهد خلال العقود الأخيرة طفرة في المدفوعات عبر الحدود. جاءت تلك الطفرة بدفع من عولمة التجارة ورأس المال، وتدفقات الهجرة.

 

-من المتوقع، وفقاً لإحدى الدراسات، ارتفاع حجم المدفوعات العالمية من 190 تريليون دولار مقدرة في العام الجاري 2023 إلى 290 تريليون دولار بحلول العام 2030، وهو رقم وصفه بـ "المذهل".

 

-رغم النمو "المذهل" تظل المدفوعات عبر الحدود "باهظة التكلفة وبطيئة"، الأمر الذي يؤثر سلباً على الفئات الأكثر ضعفاً.

 

تثير تلك المعضلة التي يتحدث عنها المصرفي الإيطالي البارز، ثلاث قضايا رئيسية ملحة، تتأكد معها الحاجة لشبكة تحويلات دولية أفضل عبر الحدود، وهي:

 

-التأثير على التكامل الاقتصادي: إن المدفوعات باهظة الثمن والبطيئة تعيق التكامل والنمو. ذلك أن تكاليف المدفوعات عبر الحدود وتعقيدها تمنع عديداً من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم من التوسع عبر الحدود.

 

-التأثير على الفئات الأكثر ضعفاً: يدفع السكان الأكثر ضعفاً في العالم أكثر من غيرهم بشكل غير متناسب. يمكن أن يواجه العمال المهاجرون تكاليف باهظة عند إرسال الأموال إلى أوطانهم.

 

-مخاطر الفرص البديلة: حددت الجهات الفاعلة البديلة أوجه القصور هذه باعتبارها فرصة تجارية، ولكن الحلول التي تقدمها تحمل مخاطر كبيرة.

 

ويضرب مثالاً بـ "العملات المشفرة غير المدعومة بالأصول"، ويقول إنها "متقلبة في جوهرها وتشبه المقامرة". حتى تلك الرموز المشفرة التي تعتبر عملات مستقرة لا يمكنها ضمان قابلية التحويل على قدم المساواة في جميع الأوقات.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي