الرئيسية > جولة الفن > أسباب غياب نجوم الدراما الكبار عن موسم رمضان 2023.. الكشف عن الأسباب!

أسباب غياب نجوم الدراما الكبار عن موسم رمضان 2023.. الكشف عن الأسباب!

" class="main-news-image img

 

بدأت تتشكل ملامح لخريطة موسم دراما رمضان المقبل مع بدء تصوير عدد من الأعمال وإنجاز أغلب التعاقدات بين النجوم وشركات الإنتاج في مصر، والتي تكشف عن غياب نجوم بارزين شكلوا قوة ضاربة في بعض الأعمال المقدمة على الشاشات المحلية والعربية، انعكاسا لمشكلات الأجور التي نشبت منذ شهرين جراء توافق جهات إنتاجية على تخفيضها تماشيا مع أوضاع اقتصادية متأزمة.

يغيب عن الموسم المقبل كل من محمد رمضان وعمرو سعد ومنى زكي وأحمد عز ومنة شلبي وهاني سلامة ودنيا سمير غانم ويحيى الفخراني وليلى علوي وأحمد فهمي، ورغم تعدد الأسباب المعلنة لغياب كل منهم إلا أن عدم وجود عدد ليس بالقليل من النجوم في موسم واحد يعبر عن وجود أزمة لم تجد سبيلاً إلى الحل حتى الآن، مع الإعلان عن قوائم أجور لا تحظى برضاء الفنانين ونقاباتهم المهنية.

وتأسس في أغسطس الماضي “اتحاد منتجي الدراما” بمشاركة 18 شركة إنتاج بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وجرى الإعلان عن هدفه في ذلك الحين للتنسيق بين جهات الإنتاج الفني في مصر والحفاظ على صناعة الأعمال الدرامية وتطويرها، لكن الاتحاد تطرق إلى مسألة الأجور مع استحواذ نجوم الصف الأول على جزء كبير من ميزانية الأعمال الدرامية، ما يؤثر على جودة الأعمال.

وتضمنت لائحة الأجور التي جرى تداولها على نطاق واسع تخفيض أسعار نجوم الصف الأول إلى النصف تقريبًا، ولم يعد بإمكان أي من النجوم تقاضي أجر يزيد عن 800 ألف دولار في العمل الواحد، وهي أرقام قليلة بالنسبة إلى عدد من النجوم الذين حصلوا على ضعف هذا الرقم من قبل، بينهم محمد رمضان وأحمد عز وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا، والأمر ذاته بالنسبة إلى نجوم الصف الثاني الذين حددت اللائحة أجورهم بألا تتجاوز 450 ألف دولار.

 

وتسبب الجدل المثار حول اللائحة في تأجيل بدء الإعداد لبعض المسلسلات، وبدا أن القائمة المبدئية التي من المقرر أن تقدمها الشركة المتحدة بينها مسلسلات مؤجلة من العام الماضي أو جرى الاتفاق عليها قبل الجدل الذي أثارته اللائحة المزعومة.

وجرى الإفصاح عن عدد قليل من الأعمال المصرية المقرر عرضها في رمضان المقبل، أبرزها مسلسل “إمبراطورية ميم” المأخوذ من رواية الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس بطولة خالد النبوي، ومسلسل “كوبر” بطولة الفنان محمد إمام والمقرر بدء تصوير مشاهده مطلع نوفمبر المقبل، ويواصل الفنان كريم عبدالعزيز تصوير مسلسله “الحشاشين” الذي كان من المقرر عرضه العام الماضي وجرى إرجاؤه في اللحظات الأخيرة لأسباب إنتاجية.

ويستعد يوسف الشريف لبدء تصوير مسلسل “الراكون”، كما قرر الفنان أحمد العوضي المشاركة بمسلسل “حق عرب” على أن يبدأ تصويره الشهر المقبل، ويدور حول قصة اجتماعية تجري أحداثها في منطقة شعبية. وتقوم الفنانة مي عمر في الوقت الحالي بتصوير مسلسلها “نعمة الأفوكاتو” المكون من 15 حلقة، وبدأ ياسر جلال في تصوير مسلسل “ألف ليلة وليلة” المتفق عليه سابقا، كما يحضر أحمد مكي الذي سيقدم الجزء الثامن من مسلسله “الكبير أوي”.

وقالت الناقدة الفنية فايزة الهنداوي إن غياب عدد كبير من النجوم يرجع إلى رفض البعض لائحة الأجور التي قدمها اتحاد المنتجين المصريين مع وجود اعتراضات على ما تضمنته، بجانب أن لعبة الكراسي الموسيقية تبقى سائدة بين النجوم، بمعنى أن بعضهم يفسح المجال لغيره للبروز في موسم مقابل تأجيل أعمالهم إلى الموسم الذي يليه والعكس، وهناك قناعة بأن موسم رمضان لم يعد يكفي لكل هؤلاء النجوم مرة واحدة.

وأضافت في تصريح لـ”العرب” أن شركات الإنتاج عليها أن تتمسك بموقفها الخاص بشأن تخفيض الأجور، وليس من المعقول أن يحصل الفنان على نصف ميزانية العمل ويشترط أن يتقاضى مساعده أجرا مرتفعا يشكل ضغطًا على العمل الدرامي، والتعويل يبقى على المخرجين في البحث عن أسماء جديدة يمكن أن تقوم بأدوار البطولة ولديها من الموهبة والحضور الفني ما يمكنها من سد غياب النجوم.

وأوضحت أن العامين الماضيين شهدا بروز أسماء استطاعت أن تؤدي دور البطولة ونجحت في جذب الجمهور إليها، بينهم حنان مطاوع وريهام عبدالغفور، ما يقلل من إمكانية تقديم موسم ضعيف تأثراً بغياب النجوم، والأمر لا يتعلق بعددهم أو بكم المسلسلات المعروضة، فالأهم جودة العمل مع اختلاف معايير قياس جذب الجمهور إلى الأعمال الدرامية نتيجة كثرة المعروض على منصات التواصل الاجتماعي.

ويتفق العديد من النقاد على أن بعض النجوم الذين يحصلون على أجور مرتفعة يجدون من الأفضل التريث لتقديم أعمال جيدة بدلا من المشاركة في أعمال لا تحقق نجاحات لافتة، ويخشون من السقوط في فخ تقديم أعمال ضعيفة المستوى تؤثر سلبًا على قيمتهم المالية في السوق، وتكون دافعًا نحو تراجع شعبيتهم لدى الجمهور الذي يتعطش لتقديم أعمال مختلفة بعيداً عن مشكلات التكرار التي تلازم موسم رمضان.

وتعتقد جهات إنتاجية عديدة أنه لا يوجد مبرر لتستمر في معادلات الإنتاج الراهنة التي ترتكز على اسم النجم وليس قضية أو قصة العمل، ونجحت المنصات الرقمية في تغيير جزء من هذه المعادلة، وأن اتجاه الفضائيات نحو تغيير أسلوب اختيارها للأعمال المعروضة أمر حتمي، حيث ترتبط باتجاه الجمهور الذي أصبح أكثر اهتمامًا بالجودة أكثر من اسم النجم، ومسألة غياب البعض قد تستمر لعام ولن تستمر طويلا.

وشددت الهنداوي على أن الأوضاع الراهنة تدفع باتجاه تقليص أعداد المسلسلات في موسم رمضان، وأن بعض الشركات قد لا يكون لها حضور فيه، كما أن عدم تفضيل المسلسلات الطويلة (30 حلقة) والاعتماد بشكل أكبر على نصف هذا العدد من الحلقات أو أقل سيكون مسيطراً بشدة، وهو ما من شأنه إدخال تعديلات كبيرة على توجهات المنتجين.

لكن يبدو أن هناك أسبابا أخرى ترتبط بشكل غير مباشر بمسألة الأجور تدفع نحو غياب عدد من النجوم، منها الاتجاه بشكل أكبر نحو تقديم أعمال سينمائية وتوظيف حالة الانتعاشة التي يمر بها إنتاج الأفلام حاليا مع توفير أسواق عربية عدة قد تساعد شركات الإنتاج على التعاقد مع نجوم بأسعار مرتفعة خلافاً لما هو سائد في سوق الدراما، وهو ما يكون له تأثير على موسم رمضان الذي يأخذ فترات تصوير طويلة ويؤثر على تواجد نجوم شباك التذاكر في السينما.

يذكر أن بعض الفنانين سيغيبون عن الدراما الرمضانية لكنهم سيحضرون ضمن الإنتاج السينمائي، حيث يستعد محمد رمضان الغائب عن موسم رمضان المقبل للإعداد لفيلمه “أسد أسود”، ولم يتم الإفصاح عن موعد عرضه حتى الآن، كما بدأت الفنانة منى زكي تصوير فيلم “الجواهرجي” مع محمد هنيدي، وتعاقدت على تقديم فيلم يحمل عنوان “رزق الهبل”، إلى جانب تصويرها فيلم “لعب عيال” مع الفنان كريم عبدالعزيز.

وعادت الفنانة منة شلبي إلى السينما لتقديم فيلم “سارة وعلي” والمقرر بدء تصويره قبل نهاية أكتوبر الجاري، بجانب مشاركتها مع الفنان أحمد عز في فيلم “فرقة الموت” الذي يعد أحد أسباب غيابه عن دراما رمضان المقبل، وتقدم ليلى علوي فيلم “مقسوم”.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي