الرئيسية > جولة الفن > بسبب تغريدة أغضبت إسرائيليين.. إقالة رئيس تحرير مجلة علمية أميركية شهيرة!

بسبب تغريدة أغضبت إسرائيليين.. إقالة رئيس تحرير مجلة علمية أميركية شهيرة!

" class="main-news-image img

 

أعلنت مجلة إي لايف (eLife) العلمية عن فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع "ذي أونيون" (The Onion)، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) انتقد الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان "انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس".

وكتب آيزن، يوم الاثنين، تغريدة عبر منصة إكس قال فيها: "أبلغت بأنه سيتم استبدالي كرئيس تحرير في إي لايف بسبب إعادة نشري مقالاً من ذي أونيون تستنكر اللامبالاة تجاه حياة المدنيين الفلسطينيين".

وتجاوز عدد من شاهدوا تغريدة آيزن 8 ملايين مشاهدة، فيما حصلت على أكثر من42 ألف اعجاب، وأكثر من 1500 إعادة تغريد، و2731 تعليق.

بدأ الجدل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، عندما أثنى آيزن، وهو عالم وراثة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، على إحدى قصص الأخبار الساخرة لموقع "ذي أونيون" على "إكس"، حيث كتب: "تتحدث ذي أونيون بشجاعة وبصراحة وبوضوح أخلاقي أكثر من قادة كل المؤسسات الأكاديمية مجتمعين. كنت أتمنى أن تكون هناك جامعة تابعة لذي أونيون".

وسريعاً بدأت ردود الفعل الغاضبة من قبل علماء إسرائيليين، وعلى رأسهم العالم الإسرائيلي الأميركي البارز، الرئيس التنفيذي لشركة Eleven Therapeutics يانيف إرليك الذي ردّ على آيزن كاتباً: "كلمات فارغة. لم تغرد خلال 7 أيام بكلمة دعم للباحثين الإسرائيليين الذين فقدوا أطفالهم وأصدقاءهم. والآن تتجرأ على إعطائنا نصائح عسكرية من موقعك المحمي. ما هذا الإفلاس الأخلاقي؟!". وكرّت السبحة ليطالب بعض الباحثين الإسرائيليين بإقالة آيزن، كما حثوا زملاءهم على تقديم أوراقهم البحثية لـ"إي لايف" طالما بقي في منصبه.

في المقابل، انطلقت نقاشات حادّة على مواقع التواصل بين الباحثين الأكاديميين حول هامش حرية التعبير في هذه الأوساط العلمية، وأطلق باحثون عريضة تطالب معهد هوارد هيوز للأبحاث الطبية (HHMI)، الناشر لـ"إي لايف"، بعدم إقالة آيزن أو معاقبته بسبب تغريداته. وكتب الموقعون على العريضة: "رأينا لا يعتمد على تقييم آراء آيزن (إيجاباً أو سلباً). بل نعتقد أن معاقبته ستخلق تأثيراً ساماً على حرية التعبير في الأوساط الأكاديمية".

ويرى جوش دبنو، عالم الأعصاب في جامعة ستوني بروك، وهو أحد العلماء الذي صاغوا العريضة، أنّ "المشروع الأكاديمي الكامل الذي نشترك فيه يعتمد على القدرة على القيام بتبادل فكري مفتوح حول أي موضوع والتعبير عن آرائنا بصدق. لم يكن ما قاله مقززاً أو كريهاً. لا ينبغي أن تكون هناك عواقب لآراء الأقلية في الأوساط الأكاديمية، وفور حصول ذلك، سينهار عالمنا بأسره". وتساءل دبنو عما إذا كانت ستحدد إي لايف المواقف المقبولة بشأن قضايا مثل الإجهاض أو الحرب في أوكرانيا.

يقول دبنو، وهو يهودي، إنّ الرسالة حصلت حتى الآن على حوالي 420 توقيعاً، بما في ذلك من علماء مخضرمين ومبتدئين، مشيراً إلى أنّ العديد من العلماء المبتدئين اتصلوا به ليشكروه على الكلمة التي قالها، ولكنهم يخشون من أن تتأثر مساراتهم المهنية إذا قالوا أي شيء علنياً عن الصراع في غزة، وفق ما نقل موقع مجلة سَينس العلمية.

بعد إعلان آيزن، كتبت لارا أوربان، إحدى محررات المجلة، على "إكس"، أنها تستقيل من وظيفتها.

وقالت أوربان، الباحثة في علم الجينوم في جامعة هلمهولتس ميونخ: "إن طرد مايكل بسبب التعبير عن آرائه الشخصية يعتبر سابقة خطيرة على حرية التعبير في مجتمعنا الأكاديمي".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي