الرئيسية > نوافذ ثقافية > طوفان الأقصى يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد..

طوفان الأقصى يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد..

" class="main-news-image img

 

مثلت عملية طوفان الأقصى انتصاراً عسكرياً للمقاومة الفلسطينية وتتويجاً لنضال الشعب الفلسطيني في كل معاركه ومواجهاته مع المحتل الغاصب، وفتحت آفاقاً جديدة أمام  المقاومة الفلسطينية وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي وأكدت أن ما بعد السابع من اكتوبر لن يكون كما كان قبله. 

لم تكن عملية طوفان الأقصى وليدة لحظة أو اعتداءٍ غير مبررٍ ضد دولة تعيش سلاما مع جوارها الاقليمي وفوجئت بالمهاجمين يعبرون حدودها ويتوغلون داخل أراضيها ويستهدفون معسكراتها وجنودها فجأة ودونما سببٍ، كما يزعم الكيان الصهيوني ويسعى من خلال التسويق لمثل هذه المزاعم لكسب التعاطف والمساندة الدولية، والتغطية على ما ترتكبه قواته وما سترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، والتي يؤكد قديمها وجديدها أن عملية طوفان الأقصى لم تكن سوى فصلٍ من فصول أطول معركة تدور رحاها بين غاصبٍ محتل وصاحب حق مقاوم يواجه حرب إبادة منذ أربعينيات القرن العشرين.

العملية لم تكن ردة فعلٍ لحدثٍ آنيٍ أو جريمةٍ ارتكبتها إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى أو في جنين ورام الله وغزة بالأمس القريب، بقدر ما كانت امتداداً لعقود من النضال وخطوة جديدة في مسيرة النضال الفلسطيني ورداً على كل ما تم ارتكابه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ابتداءً بمذبحة بلدة الشيخ في العام 1947 ومذبحة دير ياسين عام 1948 وعشرات المذابح التي نفذتها عصابات الهاجانا الصهيونية وراح ضحيتها آلاف الأبرياء ونجم عنها تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين.

طوفان الأقصى مشعلٌ جديد اقتبس من بركان الثورة التي لم ولن تهدأ ضد المحتل الغاصب ولن تطفئ مشاعلها الاتفاقات والقرارات الأممية التي ظلت نتائجها تسير في اتجاه مصادرة حق الشعب الفلسطيني وتصب في مصلحة الكيان الصهيوني، وهي الحقيقة التي تتجلى فيما شهدته خارطة فلسطين منذ العام  1947 وحتى العام 2023 والتي تظهر مدى الظلم الأممي الذي عانى ويعاني منه الشعب الفلسطيني، ومدى ما تعرض له الحق الفلسطيني من مصادرات بدأت بمصادرة نصف بلاده وتهجيره من أرضه بقرار أممي في العام 1948 وتنتهي اليوم بحشر الشعب الفلسطيني في معتقلي الضفة وغزة واسقاط حق العودة لملايين الفلسطينيين.

اليوم وفي ظل صمت عربي مخزي وبمساندةٍ ودعمٍ أمريكي وغربي، يشن الكيان الصهيوني حرب تستهدف إبادة وتهجير أكثر من اثنين مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يشهد منذ الثامن من اكتوبر وحتى اليوم قصفاً بربرياً طال البشر والشجر والحجر ولم تستثنى منه المدارس والمستشفيات ودور العبادة، وخلف مجازر ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال والنساء.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي